ارحل ام اعود بقلم أسمهان حمو سوريا

ارحل ام اعود
في منتصف الفكرة
انا استراحة
يصير ظلي عمود كهرباء
يضيء عتمة الارصفة
لكل العابرين
واللصوص
اتحسس راسي الفارغ

اتكور كطفل يركض خلف امه
هناك لص
بيده حجارة كثيرة
يرميني بحجارته
لاصير عتمة
بعصا اعمى
اركض
لرصيف مستعمل
ارافق المشردين
في شارع مليىء بالحمقى
ادخن واضحك
ضحكة بلهاء
من الذي دفعني
لاكون هنا
هذه البلاد لاتشبهني
ولست من الدببة
لاحارب صقيع البرد
كيف لي ان اعبر
الشوارع المتجمدة
وانا لست بطريقا
يتارجح
بقدمين كبهلوان في حفلة راقصة
ولان اصولي من النمل
اخرج بكل جراة
لاصارع
كل متسلقي اعلى قمة للتزلج
اقع على راسي
لتخرج الاه بلغة غريبة
غريبة كغربتي
يوم غادرت
اذكر اخر نظرة من الرجل الذي احببته
كان غريبا
خجلا
منافقا
حملت حقائبي مودعة
اخر تفاصيلي
ولم يمض وقت طويل
حتى اخبروني
ان الغابات صارت ارملة
وتلك الشجرة
التي دفنت قلبي بها
فقدت امومتها
وبين حلم واخاه
رغوة لاصوات الورد تصرخ
بوجه الرصاص
اخرس
هذه البلاد كلها ورد
وتلك الارصفة التي سرقت من تحت اقدامي
الان اركض اركض لاصل
فقط لذاك الرغيف
المدهون بزيت البركة
وزعتر حلب
ولملمة الجارات
وسط زحمة كل شيء
ساعود
ريثما يصير وجهي رصيفا جديد