لا شيء هنا يدعو للإثارة بقلم مصطفى الحناني المغرب
لا شيء هنا يدعو للإثارة
الأمور رتيبة و عادية جدا
ولا تتطلب عناية خاصة
ككعكة معلبة في ثلاجة
هي ....
أخبار الجرائد هنا ..
متشابهة ،
معادةُ الصياغة ..
ووحدهم ، اللاجؤون يعترفون ... :
لم ،
نخرج من البلاد بكامل رغبتنا ...
حقائبنا ...!
وحدها ، خرجت
هكذا يقول شيخ كردي بمدينة أدريانوپل
لرجال الجمارك :
متى سنعود .. يا سيدي ...؟؟
فنحن ..
لم ، نتعلم بعد ، رقصة طانغو العجم
مُذ ،
ولدنا ...!
ونحن ،
نرقص الدبكة مع رصاص الغرباء ..
بصدور عارية ...
والشمس ..
كانت دائما تشرق خلف كوفية وجوهنا
ثم .. بعدها ،
يستدير ..
بلا ،
انقطاع للصوت ..
نحو امرأة فلسطينية عجوز
جعلت ،
من مفتاح بيتها في الجليل ..
سبحة ،
للصلاة .. على أرواح شهداء الوطن
آقدرك ..
الترحال الدّائم بلا هوية ...؟!
يا سيّدتي ...!
أنت ..
التي ،
كنت تكنسين ..
الغبار بيديك عن شرفة البيت
ها ...!
هو اللعين ..
يكنسنا معا بيد واحدة
ترد السيدة وهي تنظر لجنود الحواجز :
ليس
لك أيها الكردي شيئا ..
لا
الريح ..
ولا ،
حتى مكنسة الغبار
كلُّ
ما لك
قليل من الكلام ..
ورزنامة ثقيلة ، من الحسرات
فهاتْ ...!
قلبك ..
ولا تهتم للوجع فينا ..
لنعزف ..
للريح من دون تركيبة مسبقة
تغريبة ،
هذا الشرق الجريح ...
ليستحيل
نشيدًا يردده الصغار بعدنا
ويبتهجون بغد مزهر
آت لا محالة
كفرحة ..
على .. محيا حكواتي أفريقي
حين ، تيقن مزهوا ...
إنَّ ..
أجداده ، هم أول ..
من اكتشف الموسيقى ، في سيقان السّدر
قبل الحجر ..
و قبل ميلاد المسيح ...
يقول الكرديُّ :
قلبي ، وقلبكِ ...
يا سيّدتي ...!
وهذا ..
الليل ،
لا .. تكف ذئابه عن العواء في وجوهنا
الطرقات ،
وخطاوينا ،
بقاي دمع في مناديل أمهات الشهداء
وكلُّ ، ذَا الوطن ...؟
ترسم ،
خرائطه الورقية الجديدة
ألوان الهطول ..
وقت يفضح الرصاص هشاشة السماء
فتبكي ..
ذي الأرض .. عريها في صخب التراب ..
وتلفظ
سيلا جارفا .. غير منقطع ..........
من أسئلةِ
لا معنى ..
هذا الوجود ...
لا شيء هنا يدعو للإثارة بقلم مصطفى الحناني المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
07 مارس
Rating:

ليست هناك تعليقات: