صوفيّ بقلم محمود طارقي تونس


صوفيّ، وأشرب
لأشاهد نزعة الغروب الصوفية
عندما تسكر الشّمس في لونها
ثم تتلألأ ولادة اللّيل مع النّجوم...
صوفيّ،
لأنّي أكملت عدّ كلّ أرقامي تنازليّا
ولم أجد الصفر...
صوفيّ،
وأقرّ بعبقريّة اللّه
لأنّه لا ينام
وصنع من حياتنا حلما...
صوفيّ،
وإن كرهتني فسأقف بجانبك وأكرهني
لأنّي أحبّك...
صوفيّ،
وصاحب حكمة:
"بعض النّاس نفعل معهم الخير لنكرههم أكثر"
صوفيّ،
وكلّما انتصرت على أحد
أعلم أنّي على باطل
فالحقّ لا ينتصر أبدا...
صوفيّ،
ولا أشكّ في الحقّ
إلاّ إذا أقسمت على قوله...
صوفيّ، ولا ألبس الصّوف الخشن
فهذه الحضارة ناعمة
ولكنّي أريد أن ألبس الخيش
طالما يوجد دم يسيل...
صوفيّ،
ولا أكتب عن الجوع
إلاّ إذا شبعت...
صوفيّ وأكره الحكمة،
فهذا هو الوجه الآخر للفلسفة...
صوفيّ وبلا ذاكرة،
فأحيانا أبحث عن يدي في جيبي ولا أجدها
ولكنّها حاضرة في كلّ سلام ومصافحة...
صوفيّ وتارك صلاة،
فآخر سجدة لي كانت منذ أربع سنوات
عندما صلّيت العشاء في "جامع السّوق"
ثمّ خرجت إلى اللّيل
ولم يصل الفجر إلى الآن...
صوفيّ ولا شيء معي أنفقه إلاّ الوقت،
ولذلك سأعيش غنيّا
وأموت مفلسا...
صوفيّ، وأحمل الحياة كنعش ثقيل على كتفي
وأسير بها طويلا
لتدفنني...
صوفيّ،
وعندما مات شيخي
همست في أذنه :"هذه سورة الخاتمة"
فمات أكثر.
صوفيّ بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.