الشعر مهنة العاطلين عن الحلم بقلم مصطفى الحناني المغرب


الشعر مهنة العاطلين عن الحلم
يشبه بيت عجزة في عديد التفاصيل
يغضب بلا سبب
ويضحك باحثا عن ألف سبب للوجود
أما السرد فهو شغلة الحمقى
الباحثين عن هفوات الموتى
السارد عادة ما يخرج الحي من الميت
يصطحبه لركن قصي في مقهى المدينة
يتقمص دور المحقق ويلبس وجه الضحية
يبدأ التحقيق في جريمة متخيلة
السارد شاهدة قبر ثقيلة صماء
والشاعر طقطقة خلخال في ساق راقصة
الشعر ابن السرد في الولادة
لم يرث عن جده غير وجع في المواويل
وكلام فالت من مقص رقابة السراويل
السرد خائن فاضح أسرار
لا يؤتمن عليه بتاتا
زئبقي كسمكة صغيرة
يصعب القبض عليها بكف ملساء فارغة
الشعر واضح كعين الحقيقة
الشعر لا أرجل له
لكي يمشي مع الناس في الشوارع
ولا يركب القطار و الحافلة
هو رجل كلاسيكي لا يلبس سروال الكاو بوي
وقلما يخرج مع أولاده للنزهة
مجبول بالكسل والخمول
يرسم كالطفل أحلامه على كراسته
ويصنع لعبته الجميلة من القصب وبقايا النعاس
لا يزيل قميص نومه أبدأ
السرد ضجيج عارم غير مفهوم في حمامات النساء
وفي الأسواق نزاع الباعة حول الأمكنة
الشاعر بستاني أنيق
يشذب بلسانه أزهار حديقته كل صباح
ويتناول فطوره على نيران موسيقى هادئة
يحتسي قهوته في المساء
واضعا يده على خد فكرة ساحرة
مدخنا نصف سيجارته القاتلة
وعندما يحل الليل
يتقمص شخصية كلينت ايستوود
ويمتطي صهوة قصيدة جامحة
السارد مخبر لا ينام
وليست له للجلوس مؤخرة
يسابق ريح الهمس في الوصول لفكرة
حتى ولو كانت كاذبة
يدون تقاريره السرية
يرسلها على وجه الإملاق لولي النعمة
هو لا يعشق الورد الحقيقي كالشعراء
يكتفي بباقة ورد وهمية من عاشقة فيسبوكية
وفي الليل يمارس عاداته السردية في الإحتيال
لا وثائق له ولا حقائق
يتربص كذئب بحمل شارد من قطيع القصيدة
الشعر مهنة العاطلين عن الحلم بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.