مطلب عودة بقلم محمود طارقي تونس


عودي، ولو عارية!
أملك في خزانتي قميصا إضافيّا
وسنبحث عن زرّه المفقود معا...
عودي، ولا تخافي
فالحجارة التي كنت تتعثّرين بها دائما في شارعنا المظلم
سرقتها الدّولة
لبناء قانون بلا عثرات
وتركت لنا الظلام...
عودي، من أجل جارتنا الحزينة
لتدقّ بابنا ككلّ مرّة تسمع فيها ضحكتك
وتخبرنا بأنّ صوت لصّ في الجوار يزعج نومها
وأنا وأنت وحتى هي
نعلم أنّه صوت وحدتها الذي سرق عمرها...
عودي،
لأحدّثك عن العشبة التي امتصّت كامل مساحة الصّحراء
عندما تكوّنت فوقها قطرة ندى وتوهّجت تحت الشمس
بينما لم يستطع جسد ناضج لامرأة أربعينيّة أن يواصل تغذية شعر عانتها
عندما ماتت ودفنّاها تحت التراب...
عودي،
لنصبح وطنا للسّحب العابرة
فتمطر على الصّحراء وقبر الأربعينية...
عودي،
لأعود باكرا في المساء
أحمل في يدي الخبز والسّلام...
عودي،
لتتفتّح السّماء ليلا كوردة سوداء
وأغرس وجهي في صدرك لأستنشقها...
عودي،
لتمسح خطواتك تعب الارض
ويتبعك الفجر الى قريتنا...
عودي...
ليَسْقُطَ النّجم القطبيّ، آخرُ زرٍّ يشدّ قميص السماء
وأراك عارية كالهلال فوق فراشي.
مطلب عودة بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.