هكذا يفعل الشاعر بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


أرتب الآن في منتصف العمر كل ما حفظت من حكايات
أكتب الأوشام التي نسيها جلدي
فوق جلدي.
أقلب صفحة البدء و أتجلى
شجرة تتذكر كل الأبواب.
كيف لشجرة أن تكتب قصة أوراقها و اللقاحات لم تحلق بعد؟
.
.
أقلب صفحة جهة وجه طفولة تغازلني
يبدو أخطأت الأوراق،
لا أعرفني في خيال هذا الذي كنته حين تعددت في الظلال.
لا أعرف متى تسللت من هذه الورقة
الى أصابعي.
لا أعرف لم ارتعشت أصابعي و هي لم تتعرف علي حين كان ظلي متعددا
و لم تكن لي ترجمة واضحة لكل أصبع.
.
.
أقلب أوراق الدفتر و أتذكر
" تنط أحذية قديمة،
أعقاب سجائر ،
جدران متهالكة لم تسقط بعد،
أثر الليل و هو عالق بلون الصبح .
تلك القدم التي ترقص على مسامير من تراب لم تكن لي..."
كانت قدمي تتقن الرقص حين أضل الطريق.كم فعلت
كم رقصت بالمسامير التي اتخذت لون التراب.
كانت قدماي و لم تكونا لي.
.
.
أقلب أيضا في كتب الأحلام
هل كنت أتقن أبجدية الكلمات التي كانت تتحرش بالحلم ،خارج معناه أقصد ،..؟
هل كنت أفعل ؟
في الحلم الذي لم أستطع أبدا تهجية الحبر الذي كتب به
رأيته. كان الشاعر يعبر هناك و كنت أعتقد أني ظل له لا ظله.
كان الشاعر يعبر هناك ،كنت ظلا لأغنيته ،لا ظله.
كان الشاعر يغني هناك ،كنت ظلا لدموعه ،لم أكن ظلا لأغنيته.
كان الشاعر يبكي هناك ،كنت ظلا لكذبته ،لم أكن ظلا له..
كان شاعر يعبر هناك...لا أشبهه و لا يشبهني.
.
.
أقلب أحجار الطرقات.
فعلت ذلك حتى أتقنته و صرت شاعرا لا أشبهني.
.
.
أقلب جهة القلب
اليد التي رتقت ثقوبه
فعلتها بقبلة واحدة ،
خارج الكلمات ...
و بلون حلم صرته.
.
.
أقلب جهة الهناك..
كيف جاء من حلم صدئ ،..هذا الهناك.
ها هو صار يتقن كتابة الحروف التي يتشكل منها الحلم
يفعل ذلك خارج الكلمات
و الايديولوجيا
.
.
أقلب جهة الايديولوجيا
فيأكلني التعب
و لم أتناول أحلامي بعد.
هكذا يفعل الشاعر بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 24 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.