هويّة كتف متساقطة بقلم مصطفى الحناني المغرب
الكتف التي سقطت أمامي
اعتقدتها في البداية لعابر تقطعت به السبل
حين أدرت رأسي يسارا
شعرت بكمية هواء بارد وثقيل يلف عنقي
ووجع في أعلى عمودي الفقري
" لعلها كتفك أنت ..."
قلت لشخصي المشبع بهواء فاسد
لم تتمكن منه صرختي الأولى
الهواء الذي كان يحاول التخلص من قبضة يد الألم
أصابني بضعف في بصري
لذلك منذ ثلاثين ربيعا نصحتني أمي بزيارة طبيب العيون الأعور
**
الشارع لم يكن طويلا وحسب
كان متعرجا كمعي غليض مليء بالغازات السامة
كانت له بطن بشساعة الأرض
تشبه إلى حد كبير
بالون منطاد مشتعل في السماء
***
الشاعر أيضا
لم يكن يحتسي قهوته كالعادة على حافة المقهى
كان يقتل الوقت الفائض من النعاس على شبكة أبي سلمى
لكنه لم ينتبه يوما لأنين كرسيه
ولا للطقطقة التي كان يحدثها على زجاج طاولته
كلما أراد رشفة من كوب قهوته السوداء الباردة
" الشاعر ...!؟
لا يهتم لزحف الضجيج على شاشة التلفاز الكبير
يقول النادل لزبنائه الجدد ..."
****
المقهى خال أيضا من
السياسيين
والسماسرة
والنقابيين الخبزيين
كل الرؤوس التي علت سطح الكراسي
كانت تشبه ألبسة معلقة على حبل غسيل يرتجف من قوة صعقة ماء الجافيل
الرؤوس التي كانت تشحن حصتها من القتل اليومي
غاصت عقولها في بيانات التقرير حول أعداد الأطفال القتلى في انقلاب حافلة نقل مدرسي كل عام ببلدي
لكن قلوبها انشدت - لا إراديا - لأحمر شفاه المذيعة
وانحدار الفتحة الطويلة في قميصها Décolleté
*****
في الأحياء المتعبة
كف الناس عن كتابة تواريخ ميلاد من رحلوا على الشاهدات
اكتفوا فقط
برفع ملتمس - على وجه السرعة - لمدير المدرسة جاء فيه :
" لا نريد لأطفالنا أن يتعلموا الحساب ...
وليذهب منطق جابر بن حيان الرياضي للجحيم ..
نريدهم أن يتعلموا كيف يصنعون من زيف اللغة حقائق ..."
******
الصرخة يا ميكيافيلي لا وسيلة لها
فمن بخ الصوت في الكتف الساقطة ؟
الكتف كتفي الذي اكتفى بالسقوط
كحبة خوخ تجاوزت نضوجها بليلة
يقول( أحمق ) معروف في المدينة :
" لوكان الخوخ يداوي ... كن داوا راسو ..."
*******
دع عنك فكرة الانتحار يا سيوران
فالجسد الذي لا يراق دمه عقدة الموت
لذلك لم يكن حاضرا وقت سقط كتفي
أو ربما كان يجس نبض الهلع في قلبي
أيها الموت
خذ كتفي هاته
علقها باندولا على رخام زمن آجالك المحفوظة في كتابك اللامرئي
وامنحني كتابي الآن
أريد أن أقرأه بيميني
فها قد تخلصت مني يسراي
اعتقدتها في البداية لعابر تقطعت به السبل
حين أدرت رأسي يسارا
شعرت بكمية هواء بارد وثقيل يلف عنقي
ووجع في أعلى عمودي الفقري
" لعلها كتفك أنت ..."
قلت لشخصي المشبع بهواء فاسد
لم تتمكن منه صرختي الأولى
الهواء الذي كان يحاول التخلص من قبضة يد الألم
أصابني بضعف في بصري
لذلك منذ ثلاثين ربيعا نصحتني أمي بزيارة طبيب العيون الأعور
**
الشارع لم يكن طويلا وحسب
كان متعرجا كمعي غليض مليء بالغازات السامة
كانت له بطن بشساعة الأرض
تشبه إلى حد كبير
بالون منطاد مشتعل في السماء
كان متعرجا كمعي غليض مليء بالغازات السامة
كانت له بطن بشساعة الأرض
تشبه إلى حد كبير
بالون منطاد مشتعل في السماء
***
الشاعر أيضا
لم يكن يحتسي قهوته كالعادة على حافة المقهى
كان يقتل الوقت الفائض من النعاس على شبكة أبي سلمى
لكنه لم ينتبه يوما لأنين كرسيه
ولا للطقطقة التي كان يحدثها على زجاج طاولته
كلما أراد رشفة من كوب قهوته السوداء الباردة
" الشاعر ...!؟
لا يهتم لزحف الضجيج على شاشة التلفاز الكبير
يقول النادل لزبنائه الجدد ..."
لم يكن يحتسي قهوته كالعادة على حافة المقهى
كان يقتل الوقت الفائض من النعاس على شبكة أبي سلمى
لكنه لم ينتبه يوما لأنين كرسيه
ولا للطقطقة التي كان يحدثها على زجاج طاولته
كلما أراد رشفة من كوب قهوته السوداء الباردة
" الشاعر ...!؟
لا يهتم لزحف الضجيج على شاشة التلفاز الكبير
يقول النادل لزبنائه الجدد ..."
****
المقهى خال أيضا من
السياسيين
والسماسرة
والنقابيين الخبزيين
كل الرؤوس التي علت سطح الكراسي
كانت تشبه ألبسة معلقة على حبل غسيل يرتجف من قوة صعقة ماء الجافيل
الرؤوس التي كانت تشحن حصتها من القتل اليومي
غاصت عقولها في بيانات التقرير حول أعداد الأطفال القتلى في انقلاب حافلة نقل مدرسي كل عام ببلدي
لكن قلوبها انشدت - لا إراديا - لأحمر شفاه المذيعة
وانحدار الفتحة الطويلة في قميصها Décolleté
السياسيين
والسماسرة
والنقابيين الخبزيين
كل الرؤوس التي علت سطح الكراسي
كانت تشبه ألبسة معلقة على حبل غسيل يرتجف من قوة صعقة ماء الجافيل
الرؤوس التي كانت تشحن حصتها من القتل اليومي
غاصت عقولها في بيانات التقرير حول أعداد الأطفال القتلى في انقلاب حافلة نقل مدرسي كل عام ببلدي
لكن قلوبها انشدت - لا إراديا - لأحمر شفاه المذيعة
وانحدار الفتحة الطويلة في قميصها Décolleté
*****
في الأحياء المتعبة
كف الناس عن كتابة تواريخ ميلاد من رحلوا على الشاهدات
اكتفوا فقط
برفع ملتمس - على وجه السرعة - لمدير المدرسة جاء فيه :
" لا نريد لأطفالنا أن يتعلموا الحساب ...
وليذهب منطق جابر بن حيان الرياضي للجحيم ..
نريدهم أن يتعلموا كيف يصنعون من زيف اللغة حقائق ..."
كف الناس عن كتابة تواريخ ميلاد من رحلوا على الشاهدات
اكتفوا فقط
برفع ملتمس - على وجه السرعة - لمدير المدرسة جاء فيه :
" لا نريد لأطفالنا أن يتعلموا الحساب ...
وليذهب منطق جابر بن حيان الرياضي للجحيم ..
نريدهم أن يتعلموا كيف يصنعون من زيف اللغة حقائق ..."
******
الصرخة يا ميكيافيلي لا وسيلة لها
فمن بخ الصوت في الكتف الساقطة ؟
الكتف كتفي الذي اكتفى بالسقوط
كحبة خوخ تجاوزت نضوجها بليلة
يقول( أحمق ) معروف في المدينة :
" لوكان الخوخ يداوي ... كن داوا راسو ..."
فمن بخ الصوت في الكتف الساقطة ؟
الكتف كتفي الذي اكتفى بالسقوط
كحبة خوخ تجاوزت نضوجها بليلة
يقول( أحمق ) معروف في المدينة :
" لوكان الخوخ يداوي ... كن داوا راسو ..."
*******
دع عنك فكرة الانتحار يا سيوران
فالجسد الذي لا يراق دمه عقدة الموت
لذلك لم يكن حاضرا وقت سقط كتفي
أو ربما كان يجس نبض الهلع في قلبي
أيها الموت
خذ كتفي هاته
علقها باندولا على رخام زمن آجالك المحفوظة في كتابك اللامرئي
وامنحني كتابي الآن
أريد أن أقرأه بيميني
فها قد تخلصت مني يسراي
فالجسد الذي لا يراق دمه عقدة الموت
لذلك لم يكن حاضرا وقت سقط كتفي
أو ربما كان يجس نبض الهلع في قلبي
أيها الموت
خذ كتفي هاته
علقها باندولا على رخام زمن آجالك المحفوظة في كتابك اللامرئي
وامنحني كتابي الآن
أريد أن أقرأه بيميني
فها قد تخلصت مني يسراي
هويّة كتف متساقطة بقلم مصطفى الحناني المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 أكتوبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: