وجهٌ آخر للشجن..رندة عبد العزبز / فلسطين

 ~ وجهٌ آخر للشجن ~


قَصَصْتُ عليه من جميلِ مساءاتي .....

واستحضرتُ من ظلامِ الليلِ نوراً يكونُ لهُ وِرداً

كيفما مالَ يكون له عينا ... 

علمتهُ كيف تُداوى الجراحات ....

وكيف يلبسُ ثوبَ الصِدق

أجراً وثواباً .....

وركِنتُ على الصبرِ ؛ 

أخمدُ جَوعَة الأحزان ....

أبى واستكبر واكتسى من ثوبِ المَذَّلةِ مَسْكنا .... 

سُقتُ إليه من عذبِ الكلامِ عذابَه ....

وقلتُ عَنهُ ؛ لَهُ

وقلتُ لَهُ ؛ عَنِّي

فتاهَ بين عينيَّ فيمَن أقول ؛

اجتذاباً وتقادم حضوري ...! 

وشفتايا تقبضُ على الحروفِ الحُبلى ؛ خوفَ ولادة يتعَسَّرُ فيها المقصود بالمعلوم .... أو يلتفُ حَبلَها السُّرِّيّْ على عُنقِ الرِّضا .....

ويغيبُ المعنى في اللاحياة

وقصتي تؤوبُ وتعقِبُ ؛

ما بين إعسارٍ وإيسار ....


*************

تقادَمَ حضوري وجَذَبَ وَحدي ....

ووحدي ظَلَلْتُ أقُصُّ

 على وَحدي أجمل القِصَص

بعضُها من صنائعي .... 

وبعضُها من شرائدي ..... 

قصصٌ تعتصرُ خمرها ؛

من فيضِ روحي ....

وأنا ألسائلُ والمجيبُ عمن يسقيها ؛ حياة ...!!

ولا أرى غيرَ مَسجِِدَ أوجاعي

يَحمِلُ السُّقيَا ....!! ويحنو عليَّ في كلِّ مساء ؛

بقصةٍ تُنادِمُ قصة  

لوجهٍ آخر يرويها 

أرِدهُ كلما عطِشَ 

أُثمِلُهُ مدداً ....!!!



وجهٌ آخر للشجن..رندة عبد العزبز / فلسطين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.