عفرين ...حيدر هوري / سوريا


((عفرين))


كالطفل ألتمس السكينة حائرا،

أسعى وراء غواية الكلمات...

أستجدي مشاهد أمسنا

-خبز المنافي-

بعدما تعبت عيون الأرض من دمنا،

ولكن الليالي 

-نطعنا-

مرمى الظنون، 

ترتّل اللحظات من وهن الدقائق كالسبايا والمراثي.

أستفزّ جنونها بالحلم، فالأمل المخاتل سائسي..


متوكئاً

 -مثل الرحيل-

على عيون المتعبين وحزنهم، ألج القصيدة مثقلاً بالخوف.

أكتبها لأدرك غصة الضعفاء 

أو كنه المسافة بين قلبي واندلاع وساوسي.


الكردُ أهلوها..

على خبب الزمان مَقامهم ومُقامهم،

والعابرون بنهرها لا يظمؤون، ويرشفون الحب فوق جبالها.


بكهوفها وجل التراب،

 ودمعة الأطفال تنقش سيرة الدخلاء فوق جدارها، 

فالكهف أدرى حين ترتعش العبارة في شفاه الخائفين 

بجرحهم وجلالها.


عفرين ترتجل الطبيعة، 

فالبراري تقتفي نوروزها، 

والزعتر الجبلي أحجية الروائح، 

في الربيع على تخوم الطهر يسرد ذاكرة البلاد:

هنا رأيت الله يقسم بالأمان وأهلها، 

حتى سكنتُ بأغنيات كهولها..


عفرين، هدهد دمعتي

قسم إلهيّ، 

ودرب واضح، في وجه من هتفت بهم تيه الكوارث والضغائن،

كي يعود الماء عذبا بالسلام إلى قرارة طينهم.


هي فطرة الأرض البريئة،

راية بيضاءُ يعرفها الحمام،

 ودمعة الناجين من نار الحروب وفتنة الصلصال..

هي بسمة الأطفال..

حدّ فاصل بين القنابل والسنابل..

صرخة ترنو إلى معنى القنوتْ.


عفرين، حزن كامن في القلب..

مفردة تساوم جملة الأحقاد،

وامرأة تلمّ الحب عن صمت الحجارة، حين تنهار البيوتْ.


الآن تخذلها اللغات،

وتُقتل الأسماء في أركانها زيتونة..زيتونة..

عفرين يخنقها السكوت..


يا صوتنا المجدول حول جبالها وسهولها،

فلتوقظ الكلمات من خدر الحقيقة،

 فالحقيقة في صدى الأيّام؛ 

صوت لا يموتْ.


حيدر هوري

عفرين ...حيدر هوري / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 07 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.