انعكاس سخيف...هيثم الأمين / تونس

 انعكاس سخيف

ـــــــــــــــــــــــــ

ما أسخفَك في المرايا.. فانظرْ

تَرَاكْ...

وجهك آسن؛ 

كلّما اختلطتَ بكَ، 

أنت الملبّد بالأسماءْ

و برقع الضوء الصغيرة التي تحاول أن تواريَ كلّ عتمتكَ،

فتصرخْ:

من أحرق المدينة يا دونكيشوت

لتفرّ كلّ الطّواحين إلى سماء لا تصدّر القمحْ

و لا تُطعمُ، لذئاب الرّيح، العواءْ؟ !!

ما أسخفك في المرايا.. فانظرْ

تَرَاكْ...

وحده معصمُكَ.. يبتسمْ

كلّما قبّلته شفرة بذيئة النّصلْ

فتجفلً قطعان كلماتكَ من لونك الأحمرْ !!

تلتفتُ إلّى ظلّك

و تمتم:

كان أخضرَ فخذ حبيبتي

قبل أن نندلعَ في القصائدْ،

كان أخضرَ نهد حبيبتي

قبل أن نشدّ رحالنا إلى اللّون الورديْ

و كانت حبيبتي تربّي قلقينِ في حمّالة الصّدر

و كنتُ...

أربّي أصابعي في مزارع أزرار قمصانها !!

ما أسخفكَ في المرايا

فلا تنظرْ حتّى لا تَراكْ...

ثغر الرّيح أزرقْ

و اللّيل ينصبُ فخاخه لقلقين في حمّالة صدر حبيبتكَ

و أصابعُكَ،

تقول لغة تستعدّ للذّهاب إلى خطاب مسؤول رفيع المستوى:

كلّ حملها كاذبْ

و ما سقط، منها، من قصائد؛

ليستً من صُلبكَ !!

ما أسخفكَ في المرايا؛

أنت الذي لا تظهر لكَ

و لا تظهر لأحد غيركَ؛

بين ضفّتين، تُقيم الولائم لهزائمكَ !

بين ضفّتين، تتمدّد كجسر منكَ.. إليكَ الآخرَ

و تتهاوى قبل عبوركَ و قبل أن تراكَ !

ما أسخفك في المرايا

أنتَ، العالق في اللّالون، 

تقف كشجرة عيد ميلاد بلاستيكيّة

خبّأتها، 

منذ أربعين عاما، 

عجوز تنتظر عودة ولدها الوحيد، من قبره، ليحتفلا معا

و تدندن لكَ،

كلّ ليلة، حزنها المكرّر !!

ما أسخفكَ في المرايا

كلّما سَقطتْ رأسُك

و كلّما فقستْ

خرجتَ منها و كلّ أشباهكَ

فضحكتم كثيرا

من انعكاسك السّخيف على مرايا...



انعكاس سخيف...هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.