في انتظار الزلزلة و نصوص أخرى للشاعرة الجزائرية رزيقة بوسواليم
شيء آخر غير الذّي تعرفهُ
هو الحب.*
كل ما تعلمته عنه أو عشته
خطأ شائع
والنّاس فيه سواء.
*
ما يحمله القلب من أتعابه
يُنقص قيمة الحبّ ويذبذب صفحته الرائقة.
*
شيء أكثر بكثير
أن تحب وأنت الباحث عن شهوة التكامل مع الآخر فيك.
*
إذا كنت
تبحث عن الحبّ فلا حظّ لك منه غير ما يصيبك فقليل مرادك الذِّي تريده.
*
بخلاف الذّي تتوقعه من الحب سر نحوهُ ولا تلتفت.
*
الذّاهب إليه شهوة مادّة إلى مادَّتها يحترق
إنَّه الحب متاه العاشقين.
*
كل الجهات له ولا جهة تقول أنَّه هنا حقيقة.
*
وأصوب قلبي هدفا فتضيع عنِّي الطُّرق وأختلف عليَّ.
*
وكلَّما اهتديتُ ضللتُ من جديد عكس الجريان سباحتي يسيرُ نهر الحب نحو طبيعته المتحركة.
*
تُخاطبني سمكة انزلقي بملكِ إرادة الماء و تنفَّسي عمقك جيِّدا.
هذا الحبّ لا إرادة فيه.
*
وأضع قدمي خطَّ الدائرة لا لبس فيه
أنا المركزُ وكلِّي كونٌ
يقول الحبُّ العارفُ العاشق.
*
يُبعثرك الحب حتَّى تذهب كل شظاياك مع الرِّيح
ثمَّ يجمعك إليه فتصير أنت العدد الواحد.
*
كلّ النّار آكلة عُشبها الذِّي يُشبعُ جوعها
ولا شبعَ في الحبِّ ولا ارتواء.
*
بعضك ماءٌ وجزءٌ تراب
والباقي أخلاط
وحده الحب طُهرك يُنقّي العوالق.
*
وتتعلَّق المحبوب
ذاتك راغبة،
كلّ رغبة سلطان جائر.
*
الحبّ حين تصل و تُدرك أنَّ الوصول محال.
*
عندما تقترب تَخفَّف
حتى لا تختنق بالكمال وهمًا على وهمِ التَّطابق.
*
عشِ الحبّ
أنفاسك الثَّمينة تُحصي عليك حيزَك الزَّمني
كل دقيقة ضياعٌ في الفراغ الهالك.
*
لا توجد قطع منك كثيرة
وحدك جئت و ستعودُ
ما بين النقطتين مساحتك للحبِّ لوِّنها بألوانك المفضَّلة.
----------------------
الصباح طريق يستيقظ،
المسافة طريق
الظل شأن آخر،
كل كتابة تجري حافية
إلى طريقها الذي تختار فتعرفه.
ما زلت تحت السماء
أمطر وحدي
فوق الأرض
أعوي وحيدة مع صوتي المكتئب
امرأة
على عجل
وفي داخلي كسل يتثاءب
وبداية نهار مشوش.
بجانبي
سارق الوقت
يسوق مركبة الزمن
وذهنه
لا يفارق اتجاه الطريق
لا يعرف غير أمام واحد ذاهب إليه
ومعه أذهب إلى حيث
مجهول
يربكني.
------------
في انتظار الزلزلة..
***
يد الفلاح تبارك رؤوس السنابل
يد الرب تمسح تعبها الجليل..!
__
لا تغيب الشمس المؤنسة
بعض القلوب تبرد عندما تجوع..!
__
ضع قلبك فوق قلبي ولنمش معا مسافة الكلمات الطائرة،
بتمامها أيامنا المتبقية إذا لم تنكث بي وعد الضفيرة..!
__
يدي على جبين الصباح
الذي أنت فيه وحيدا مني،
ممتلئة غيمتي بمطرك
وأرضي في انتظار الزلزلة..!
__
تحرسنا عين الإله
واسعة لا بؤبؤ لها
لا نرمش عندما ننام،
عن بعض أمنياتنا الصغيرة حدثتك ، وحتى الكبيرة
تحتاج منك الهدهدة..!
__
التراب الزائد بخطوة الريح الواحدة يزول،
تمحو شقوق العتاب
كفوف الحب و نعيد موسم الحصاد،
عواطفنا المزروعة في حضن الشتاء..!
__
وإني امرأة شديدة الخفة
تعرفني مراجيح الطفولة،
تعودت الركض فوق رمالك المتحركة..!
-----------------
_________
كل صباح نستيقظ
بنظافة النوم الذي ينسينا لوثتنا
نردم أخطاءنا عند العتبة
وتمضي بنا
طرقاتنا الكثيرة
عند حلول الليل
نعود
إلى حفرة الأنا
نتصافح
ندس قطعنا الباردة
في كفوف الظلام
وننام
بجبن
كبير.
-------------
إفطار بكامل الشَّغف/
يُبتلى القلب في الحبّ على قدر التّيه و عمق الضَّلال.
*
الطَّريق العام في الحبّ
مخاتلة أضواؤه دائما.
*
لا تمش في الحبّ بعيون نصف مُنطفئة
دع الرِّيح توقظ جمراتك
من تحت الرَّماد
وانفض النُّعاس عن رموش الأحلام في سُباتك الحريري.
*
لا يتبيَّن الخيط الأبيض من الأسود،
عاشق يدَّعِي العمى المُبصر.
*
إلاَّ بمقدار انصباب الرِّيق في الرِّيق على شفاه العاشقين
تتشكل لوحة اللَّيل في القبلة المُسكرة.
*
وكان هو الرَّب
و هي الِّتي تُدير دفة التِّيه إلى أن يصلا بالغين حدود المطر وشَقْشقةَ الماء.
*
ليس الحبّ
سوى تلك الحلوى في فم المحبوب ويشتهيها الجسد النَّاطق المنطُوق.
*
قبل أن نلتقي
كان الحبّ وعندما نذهب يبقى الحبّ كذلك.
*
يدك مظلَّة هوائية
تُساعدني على تجنب السُّقوطِ في ذلك الفراغ الأعلى.
*
فيا أيُّها الحبّ
دربك التِّين والرُّمّان وعلى الحواف تتأهّل رغبتك لبناء الأسِرَّة و الغطس سباحة في جَرَّة العسل.
___________
في انتظار الزلزلة و نصوص أخرى للشاعرة الجزائرية رزيقة بوسواليم
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
04 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: