الضيّقون....هيثم الأمين / تونس
الضيّقون
ــــــــــــــ
أجلسُ
خارجي
وخارج الجميع؛
أحفظ ما غنّته الرّيح من مواويل في أعراس المزاريب
وأسمع زغاريدها في خيمة اللّيل
حيث تنتصب ولائم الجوع
وحيث حزن غجريّ يفضّ ألوان المدينة
فيسيل الكثير من البكاء على أفخاذ الشّرفات الوحيدة
وتصاب بالرّجفة
ذواكر/
عبثت بأسرارها
أصابع الضّوء الخافت
و آخر أغاني السّكارى العائدين
فرادى
من متعة الأفراح القصيرة التي ترتديها الحانات/
فتقذف
على ملاءات الوقت البطيء
جراح الحقول الجدباء
وساعات جداريّة تدور عقاربها إلى الوراء...
أجلس
خارجي
وخارج الجميع
ككرة ثلج
تركتها الشّمس على عتبة العتمة
نذرا للطّريق حتّى لا يلتهم،
وحدهُ/ دونها،
صراخ الخطوات الباردة وهي تركض نحو حتفها
ثمّ أصفّق
طويلا جدّا
لظلالي الصّغيرة التي أربّيها داخل أحذيتي القديمة
لأنّها عبرت كلّ ذلك اللّهاث دون أن تسرقها الأحلام العالقة بزجاح النّوافذ !!!!
أجلس
خارجي
وخارج الجميع
عاريا من نبوءات غرباء المحطّات
ومعتمرا اللّقاءات القليلة الحظ؛
في الزّقاق،
كرجل بائس،
يمرّ العَالَمُ نحيلا ولا يكفّ عن التّصفير؛
يبحث عن مأوى هربا من حرب صغيرة نشبت في قدميه
فيعلق داخل جثّتي
وجثّتي
لم تكن هنا؛
كانت، بدورها، عالقة في مقبض باب نسيته الأصابع...
أجلس
خارجي
وخارج الجميع؛
أرتّب أصابعي على مزاج حبيبتي عندما كانت شجرة توت،
أسافر فيها كدودة قز
وأحلم بفضيحة الحرير...
أرتّب خطواتي على مزاج حبيبتي عندما كانت وطنا
فأخلق من نهديها ضِفّتَيْ نهر
وأوزّع على بياضها مزارع قصب السّكّر...
أجلس
خارجي
وخارج الجميع
لأنّ هذا الحزن الغجريّ يجعلني شاسعا جدّا
وأنا
والجميع
ضيّقون جدّا
لنتّسعَ.. لي...

😍الصديق الرائع والشاعر المدهش
ردحذفهيثم الأمين :
● شاعر يحسن طلاء البيوت التي لاجدران لها.
● شاعر يوضب فراشه كل ليلة ثم يتركه لينام بين تفاصيل الشقوق .
● شاعر أحبه لكنني لا أجيد الحديث عنه ؛
محبااااااااااتي بالجملة والتفصيل