حين تغفو المرأةُ واقفةً ...ريتا الحكيم / سوريا
حين تغفو المرأةُ واقفةً
---------------------------------------------------
حين تغفو المرأةُ واقفةً على ريقِ الشَّوقِ
يلهثُ الوقتُ،
يخلعُ السِّنينَ على عتباتِها
وينأى بنفسهِ خلفَ ستائرِها
كأنَّهُ في غيبوبةٍ مُفتعلة،
يلجُ مرآتَها.. ويستمدُّ رعونتَهُ من تجاعيدِها
المرآةُ العجوزُ.. تشدُّهُ من ربطةِ عُنقهِ
وبسبابتِها تشيرُ إليها
تهمسُ في أذنهِ:
أطلقْ سراحَ هذه المرأة
افتح لها الأبوابَ
ودعِ الشَّاعرَ المتيَّمَ ينثرُ قصائدَهُ
على جسدِها، قُبلةً.. قُبلة
الشَّاعرُ يسكتُ عنِ الشِّعرِ المُباحِ..
والغزلِ المُتاحِ
يطوي ديوانَ القُبلاتِ
وينسحبُ إلى زاويةِ الكلمةِ الحادَّةِ
يغرزُ ضميرَ الشِّعرِ الميتِ في أضلاعِها المُنفتحةِ
على غاباتِ الصنوبرِ والسَّروِ..
ويتسللُ مِنَ المرآةِ
بماذا يريدُ أن يعترفَ الشَّاعرُ
الذي نسيَ جثَّةَ أوراقهِ الهامدةِ داخلَ المرآةِ؟
لا شيء مهمٌّ الآن
النحيبُ يَشي بجرمهِ
والصَّدى يردِّد قبلاتهِ
كما لأوَّل مرَّةٍ.. قُبلةً.. قُبلة
المرأةُ الأسيرةُ تستعيدُ نضارتَها
والوقتُ الهرمُ يشدُّ الرِّحالَ صَوبَ العتمةِ.. وحيدًا
(من مجموعة الموت أنيق حين يقف أمام الكاميرا)
#ريتا_الحكيم
ليست هناك تعليقات: