اعترافات شاعرة تشبهُ البلاد ..شروق حمود / سوريا

 اعترافات شاعرة تشبهُ البلاد


أنا روحٌ تائهة

لم يكن بوسع لغتي النباتية

أن تتغذى على حزنٍ ليس من صلبها

ولم يكن بوسعي أن أنادمَ ليلكم

فالثمارْ لا تقطف البشر

....

نعم أعترف

لقد كانت أحزاني أكثر أناقةً

في السابق

كانت!

لكن كعبها العالي انكسر

فالتوى كاحل لغتي

وسقطَتْ مغشياً على بوحها

....

أنا شاعرة نعم

لكني لا أحب مشاهدة نشرات الأخبار

ولا أفهم كثيراً في السياسة

قلبي يدلّني إلى الوجهة التي يتجمع فيها المقهورون ويتامى الأجنحة

فأمشي

أنا شاعرة ..ربما

لكني لا أحب جلسات استعراض العضلات التي ينتعلها المثقفون

وتتسخ بها أرضيّة سكينتي التي نظفتها للتو

أنا شاعرة سيئة الحظ

لا يميز الناس بيني وبين شجرةٍ خاطرُ أغصانها مكسورٌ كضوء 

فيبتعدون

لأنهم ملّوا أحاديث الخريف

....

أنا بانيلوب التي انكسر نولها

بودلير بأزهار شرّ مستعمل

 تيبّست في كتاب

أراغون دون ذاكرةٍ هربت من مرايا إلزاه

أنا صبحٌ يتيم أصابهُ الخرس

ولا يزال يغنّي على ليله 

بكلّ ما أوتيَت ذاكرتُه من أقمار.


اعترافات شاعرة تشبهُ البلاد ..شروق حمود / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.