من هناكَ تبدأ الحكاية …. بقلم مصطفى الحناني المغرب


أ-
كل الذين منحتهم عذريتك
أوجعوك…
أيها الماء …!
أولئك الذين أعرتهم ، سقف بيت ساكنيك
أحدثوا تصدعا عظيما في كوة صدرك
ولاذوا بالفرار
وجل الذين أغراهم صرحك
سرقوا
من مناقيرنا الغناء فبقينا على الضفتين
نرتل آيات البكاء تائهين
وحدنا ..!
كنّا نواسيك بالتحليق ومداعبات الأجنحة
وأنتَ
وحدك…
من كان يوصل رسائل العشّاق تحت الأجنحة وخواتما من عسلوج كلام الشفاه
فاتهموك بالقوادة
لأنك أيضا مقابل رسائلنا …!؟
جئتنا ، اليوم
بفرقطات الغزاة
مصوبة نحو صدورنا ، ونحن عراة ..
مُذ ،
سقوط غرناطة
نسينا كل شيء …
جئتنا ،
بظِلٍّ مكسور المحيا
تتلوى حوله أعناقك معقوفة صوب الله
كقطة
يلويها جوع مبهم ، غير مفهوم
تموء مطأطأة رأسها ..
نغمتين مختلفتين في الصدى و في المعنى
نغمة البداية…،
موال ، من ريح ناي تصدح في الأفق :
ميااااو .. مياااو ، ..
أريد طعاما يا عالم …!
ونغمة حزينة …!
مسترسلة من وتر الكمان ، وزهو وردة :
والمياااوميااااوميّااااااااوووووووواااوووواااووو
تتبعها ،
أريد .. حبيبا يضاجعني طول الوقت ..
ولا يملّ من طيشي بعضهُ
أو
منّي .. ومنْه كُلّه ..
ففروي غزاه قمل الليبدو المفزع
ومقولة :
“ما حكّ جلدك ، غير ظفرك …”
خاطئة بالتجريب .
كمن ،
يقذف في سرواله وهو شريد وحيد
ب-
كيفَ أحببت من سلبوك العذوبة
أيها الماء …!
وجزرت مَدّك عنَّا …؟
ج-
الغيم لا قلب له ..
وقت رعود العواصف يصبح زبدا
قاتلا ، رهيبا ..
كشظايا المتفجرات في الحروب
لا ..
تُؤْمِن بحمل الرايات البيض ،
أبدا …!
وأنتَ ، لا سقف لك …
د-
فكيف …!
تطلب منا أن نحبك الآن …!؟
وأنت
منزوع الظلّ ، والخلّ ..
مهووس بالغلّ ،
عيونك
مصابة بداء الرماد الحبَيْبي
كأطفال القرى المنسية في جيب وقت مثقوب الساعات …
ومرهم الأوريوميسين ..
ممنوع ، في فهرست كتاب التداوي بالأعشاب
ه-
كيف .. بربك …؟
ستنتفض ضد أعدائك ، وهم الآن قد تناسلوا
داخلك ..
كمرض خبيث ،
أو ،
كوباء الكوليرا…!
و-
أنت ..
تدرك أيها الماء الهارب من بين أيدينا …!
ألاّ ،
عناوين للتاريخ غير دماء الأبرياء فينا
حين ،
يسابقون
غبار حتفهم ، فرحين بالتراب
وفي أيديهم ..
مجد مزيف الهيكل والقواعد
ساهون عن إعادة البناء من جديد
والكبت الأزرق يا مارك
ينخر الإناث والذكور على حد سواء
أصبح
ماركة تجارية مسجلة بالدليل والإثبات
أظافر
مصبوغة بالشمع
وورد مغشوش
تتطاير له قلوب ملهوفة
كضرع نعجة ولود
يجزّها الألم …
ز-
بحيرتنا ..
محاصرة
بالعناد ،
غارقة
في الوحل حتى الرّكب
ولا ..
تلويحة في الأفق تطلب النجاة
وحدها البجعات
توزع
الإنذارات وتترك رسائلا على أغصان أحراش الدفلى
ح-
وهنا …!
لا ،
منقذ لنا ، ..
غير صروح كلام مجاملات
مرشح للتصفيق
( وااااو أبدعت …! يا أنت ما أروعك …!! ..)
وَلا
قارئ ، جيد حتّى ، يعي عواقب الآت
آتٍ ..
أفول هذه الجغرافيا ، يا جاليلي
كجزية الدفع لمن آثروا المكوث بقرطبة
نساهم الله والعباد
ولا
زهور لعباد الشمس ترشد الحقول صوب قمح المخازن
فطوبى لَلقصيدة
والمقصودة ..
حين يقول لها الغريب :
” من هنا تبدأ الحكاية ….”
ط-
سنصبر حتما ،
أيها الماء طويلا …
حتى ،
تصبح البحيرة ساقية …
ي-
سنغني
على ضفتيها محملين بأسمال البذور
ليصير
شعر الغجر طويلا ويضحك في وجوهنا
الغياب …
ك-
فاخبري ..
غريبك أيتها الساقية …!
إنّ عطشي ، على موعد مع بلل شعرها
وقولي له :
مُذ ،
رأته حبيبته أول مرةٍ ..
أدركت يقينا …
إنّ ،
الحكاية .. ابتدأت من هناك …
وليس ،
من هنا …!!!
من هناكَ تبدأ الحكاية …. بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.