كالأبيض أخبروهم عني! بقلم فدوى زياني المغرب

عندما يختارني القدر من بينكم عندما أموت ويحضنني التراب إياكم أن تبللوا قبري بالدموع دعوا النور يدفئني إياكم أن تصرخوا إياكم أن تحدثوا ضجيجا دعوني أنسى هذا العبث دعوني أنام! إياكم أن تحزنوا فقلوبكم أجمل من أن يشوهها الحزن إياكم أن تنثروا الورد على قبري إزرعوا واحدة فقط في قلب أمي عندما أموت ويحضنني التراب أخبروا صديقتي أن تكمل الطريق أخبروها ألا تتوقف عندما أموت ويهزكم الشوق لرؤيتي لا داعي لزيارة القبور فروحي هنا تغفو خلف السطور عندما أموت لا تتركوا أمي تبكيني كثيرا لا أريد للدموع أن تغزو عينيها ولا لفرحتها أن تنطفئ لا أريد لروحها أن تتلاشى! عندما أموت لا تبحثوا عن بقاياي لا تتأملوا صوري.. عبثا لن تجدوا سوى ملامح شاحبة وقلب مهترئ مكدس بأحلام يكسوها الغبار لن تجدوا سوى دمعة سقطت مني سهوا ذات حرب لعينة عندما أموت لا تحرقوا دفاتري لا تعبثوا بأوراقي.. قوموا بسقي أحلامي علها في غيابي تزهر عندما أموت كطود عال يشبهني في الصدى أسألني.. أكتبني.. أحملني كغيمة تهب على عتبة بحر الرماد ذاك الوهن الطويل دكّ الليل في أعماقنا يا ثوب القلب المستحيل غدا أرحل؛ والمحمل يروي سامقة جارتنا العجوز وقمر الشتاء عن حاجتها لكسرة خبز تسد جوعها عن كل الموجوعين عن كل الأيتام الواقفين على أعتاب القبور يناجون أرواح أبائهم عن طفلة تجوب الشوارع طولا وعرضا تبيع وردا للورى وبداخلها جفت كل الورود عندما أموت لن أكون هنا بعد أن كنت في كل مكان سينقطع صوتي.. ستتوقف نبضاتي فاغفروا زلاتي واسكبوا على قبري دعوة صادقة بدل الماء! الهديل وحده يزمجرني برهبة الرحيل وأنا في الطرف الآخر لن أجيء بي كاللهفة وتحت التراب ثمة ما يقال؛ اقترب الآن اقترب الآن لنا الرحمة ويفيض الدمع ويعلو ويسمو آن الأوان!
كالأبيض أخبروهم عني! بقلم فدوى زياني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.