نص حلال بقلم محمود طارقي تونس


عندما أضع يدي في جيبي لا تنتظري المال، فقد تكون مجرّد حكّة في الخصيتين...
عندما تبدو النجوم بارزة في السماء، فليس من المؤكّد أني سأتذكّر عينيك المشعتين وأنت تنظرين إليّ...
عندما يحطّ طائر على بركة صغيرة ليشرب، قد أتذكّر عرقا تجمّع في سرّتك...
عندما تنبعث الرائحة من جثّة كلب دهسته سيارة منذ أيام، قد يستيقظ عطرك فجأة في ذاكرتي...
عندما أتوقّف أمام محلّ يبيع الورود
فقد يكون السبب تعطّلا في ذاكرتي أو أنّ انتصابا مفاجئا شلّ حركتي،
ولكن لا تنتظري وردة...
عندما أقطف الورود من الحديقة العمومية
لا تنتظري شيئا خاصا بعينين ممتلئتين،
فقد أكون شاردا لا أكثر...
عندما أتمدّد على التراب وأحدّق في السماء
لا تنتظري أن أنطق شعرا،
فقد أكون متعبا من الأرض فقط...
"نحن الرجال هكذا"
في مجلس الأمن نتحدّث عن الحرب...
في القمّة العربية نتحدّث عن السقوط...
في الغربة نتحدّث عن الوطن...
في الوطن نتحدّث عن الاغتراب...
قبل الانتخابات نتحدّث عن الرئيس القادم...
بعد الانتخابات نتذكّر الرئيس الراحل...
في الحانات نتذكّر الحسنات...
في المساجد نتذكّر الذنوب...
وسط أحضان النساء نتحدّث عن الرجال...
في الجلسات الرجالية الجافة نتذكّر النساء...
عندما نتّسخ بدماء الحروب، سنطلب رخصة لنتّسخ بأحمر شفاه زوجاتنا...
عندما نسكر، نميل إلى النوم...
عندما نستيقظ، نميل إلى الموت...
عندما نغضب، نميل إلى الجنس...
مهما مشت النساء برقّة، فنحن ندوس الأرض كالبغال لنفسد إيقاعهن...
ومهما تكلمت النساء بلطف، فنحن نتحدّث كأننا في مظاهرة...
مهما تغزلت النساء بنا، فسنحتفظ بكلماتنا الأجمل لفرقنا المفضلة...
إن غيرتِ لون شعرك فقد ننتبه، ولكن إن نقص الملح في الطعام فبالتأكيد سننتبه...
إن مرّ شهاب وأنت تتمشين مع رجل فقد ينتبه، ولكن إن سقط زرّ من قميصه فبالتأكيد سينتبه...
وفي النهاية نحن كائنات سيئة
قد نقرّ بذلك
ولكن من المؤكّد أننا لن نتغيّر أبدا.
نص حلال بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.