صرخة جثّة ....هيثم الأمين تونس




جثثٌ، جثث
كالنّمل
في الأسواق الجثث
تركض خلف أرغفة الخبز اليابسة
و تطهو
في تنور الوطن النّصف خامدٍ
أحلامها الشّارفة.
جثث
في الحانات الكثير من الجثث
تشرب نخب انتصاراتها/هزائمها
و تتقيّأ آخر أخبار الوطن و العشيقات
و آخر الليل
تسكر الجثث فتعود إلى جثث لا تنتظرها
و تضاجع الجثث الجثث
لتولد جثث لا تشبه باقي الجثث
جثث
تتسلّق المآذن نحو الله
ثمّ تبايع الشيطان خلسة عن باقي الجثث
و المدينةُ
قبر كبير جدا
و لكنّه لا يتّسعُ لكلّ هذه الجثثْ.
جثثٌ، جثثْ
أنيقةٌ توابيتُها
مكتوبة عليها أسماء من آخر موديلْ
و معلّقة عليها تمائم خوفا من الحسد و من العينْ
و لا فرق، هنا، بين جثّة و جثّة
إلّا بمقدار ما يصيبها من العينْ.
جثث مغمورة في الجثث
جثث معمورة بالجثثْ
و النّهر الصّامتُ كما البحر تماما
لا يشبعان من الجثثْ
و الزّنابق استوت على ضفّة النّهر
لتدوّن أسماء كلّ الجثثْ
و وحدها الجثث التي لفّها الموت في الأكياس السوداء
و في الأكفان البيضاء
أصابتها الحياة
فنجتْ
من نعتِ الجثثْ.
صرخة جثّة ....هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.