اليوم غير صالح للكتابة بقلم كرم زيادة فلسطين


اليوم غير صالح للكتابة
ولا للحب
اليوم هو يوم الحزن ،
شريط الأخبار يُفشي سره و يقول
ما يُقارب المآئة قتيل
خرجوا من أضيق باب للحياة بإنفجار مدوي
دون معرفة الأسباب ؛
و جدّي
الذي يضع يدٍ تحت رأس
يبقى يكرر السؤال نفسه" من أنت و إبن منّ ؟
صحيح أنه مصاب ببتر في الذاكرة
لكني أكره التكرار كيفما كان
ولأني أكره التكرار
في كل مرة كان يسألني بها
أتنكر كما لو أنني شخص جديد
أذكر أني إلى الآن صرت
أربعة و عشرين شخصًا
و هأ أنا أعبر الشخص الخامس و العشرين
مطأطأ الرأس حاملًا آثام الجثث التي كنتُها ؛
في غرفة لا تتسع للبكاء
ولا للنبيذ
أشعر أني بحاجة ماسة
للصراخ
الكتابة لم تعد تكفي
و روح الحروف دُقت بدقة
على ذيل القافلة المتجهة نحو الهاوية ؛
أعمل في مخبز متطرف
صوت المآكنة تتشكل كدوائر صغيرة
ثم أصغر و أصغر في رآسي
الدقيق على أصابعي
و الناس تأكل من حزني ،
لا أسرار
تضيءُ سقف السماء
كلي أنا حيث تسير الريح
إن شرَّقتْ
و إن غربتْ
فالأنبياء فعلوا كما يقول الوحي
و أنا أفعل كما تقول الريح
علَّي أجدني متشبثًا بغصن من عدم
الله عندما خلق الإنسان
جعل قيود الحياة حوله متسخة
فظل هذا الإنسان يحاول أن يتآقلم
على قضاء وقته في تنظيفها
بدلًا من إماطتها عن جسده
فنسي أن يعيش
و القيود تزواجت
إلى أن صارت على شكل
غابة نسكنُ بها ..
اليوم غير صالح للكتابة بقلم كرم زيادة فلسطين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.