و تنحني الشجرة ......بقلم جميلة فضل/ تونس
إلى أمّـي .. إلى كلّ أمّ خذلها ابنها المـدلّـل ...
وتنحني الشجرة
رنّت أجراس قلبي
ارتبطت الشرايين بالشّرايين
بعث في أحشائي جنين
يتوقني إلى مولده حنين
إلى إرضاعه بيميني
تتوالى السّنين
وتتلبّد سحب
تمطر سطورا تفنيني
أفتقد براعم
نمت من شراييني
أرى وجوههم في كفّي البيضاء
يوم كانت تؤويهم
من عربة تمرّ عبر السّنين
تختطفهم
وأبقى على أرصفة المدن
أتسوّل دفئا لباقي أوراقي
ويا ويل الأمّهات من الآتي
ويا ويل الشّتاء
إذا طلب منه الرّبيع الإيخاء
يسودّ الثّلج وينسكب الإناء
وتنحني الشّجرة الفرعاء
تقطف أغصانها الإماء
ثمارها تتبعثر
بين هند وعبير وشيماء
يقلن .. أخذت زمانك يكفي
فلا تأخذي زمن الحسناء
ما عاد يليق بك الثّناء
فهل البرعم يورق .. يزهر ..
يصير ثمرة لولاي أنا ؟..
تقول الحسناء ...
أدّيت واجبك
الآن هو ملكي أنا
ألتقط أنفاسي في عناء
ستطرح الثّمار بذورا بيضاء
تنمو شجيرات خضراء
تعلو إلى السّماء
وتأتي حسناء
تبعثرها في كل الأرجاء
ستبقين على رصيف التسوّل
مثلي
تحترقين حنينا إلى ثمار
تدثّرت ببقايا زهورك الذّابلة
ترعرعت بماء جذور سنينك
اغتسلت بنداك الرّبيعيّ
وحين أينعت
اختطفها الغراب وطار
كلّ هذا واجبك.. ماذا تقولين ؟..
تجهّم وجهها .. التفتت في
اشمئزاز
قالت في تعال لمن حملته
نطفة فجنينا
هيّا بنا .. إنّي أخبرك
إمّا هي أو أنا
حنى رأسه خوفا ووجلا
سار وراء مالكته العجل
دوّت الأجراس على الصّفحات
ملّت السّطور الأنين
ولم تنته
وها أنا أحكي للجدران
تكتم أنيني .. تواسيني
ففي هذا الدّهر المهين
يشفق الحجر ويقسو البنون
جميلة فضل
و تنحني الشجرة ......بقلم جميلة فضل/ تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: