ﺍﻟﺤرب ﻟﻴست بريئة بقلم مصطفى الحناني المغرب

ﺍﻟﺤرب ﻟﻴست بريئة
لكن لا أحد يستطيع إدانتها
الشهود قتلوا أو أسروا
والقتلة غيروا الخرائط
تركوا للناجين ممرا آمنا للهرب
وكلفوا جيشا من المصورين
لتغطية الحدث
وساكنة من الحسنوات
توزعن أكياس الحب على الأطفال
وترسمن الأسى على ملامح وجوههن الممكيجة

" الخيام باردة ..."
تبكي أم على ذراعها طفل يرتجف من الجوع
قبالة الخيمة عجوز في أردل العمر
أقصر من عكازته

لكن الدمار في رأسه أعمق من جب يوسف
جب واكح نصفه غبار ونصف كله وجع
وفي صدره حقل صغير
حقل تعادل مساحته كل خرائط العالم

ﺍﻟﺤرب ﻟﻴست مزحة تنتهي في الزمن
هي فكرة في رأس سمك القرش
يخضعها للتطبيق فورا على أسماك الحياض
للتأكد من صحة النظرية يا لينين
الأسماك النافقة على الشاطئ أكبر دليل

الحرب تعلمنا المنطق
والحساب الذهني السريع
في حجرات مدرسة من رمل

نحن
لا وقت لدينا للكتابة يا بارت
فألسنتنا طويلة لا حد لمداها
علتنا الإضافة
" الزيادة من رأس الحمار "
هكذا كان يقول لنا أستاذ التاريخ والجغرافيا

ﺍﻟﺤرب ﻟﻴست صداعا عابرا للرأس
تسكن آلامه ﺣﺒﺔ الباراسيتامول
أو خلطة التمر والزعتر
الحرب بنج طويل الأمد
في كل الولادات القيصرية
يلزمها طاقم طبي متخصص في الذبح

الحرب إعادة للتوازن بين الحمقى والسفلة
لكي لا تقع الأرض من مدارها على وجه الله
لذلك فمراقبة الكفتين ضرورية
مهما كانت الوسيلة يا ميكيافيلي
فالغاية تدريب الناس على الألم

الحرب ليست بسب امرأة
تقاتلت عليها قبائل البدو والرحل في عدن
لأن ما بين فخذيها أهم من العرض و الأرض

ﺍﻟﺤرب تدريب إجباري على تحمل الشقاء الطويل
الحرب نظرية
تفند صحة معرفة أي أحد بالآجال
هي شهادة غير موقعة
لموت دائم تحمله في عنقها رصاصة
والبندقية كلمة سر ...