احتاج الى طير أبابيل بقلم الخطاب الزيدي اليمن




احتاج الى طير أبابيل
كي ترمي بالحجارة أي امرأةٍ أرادت اللّعب بمشاعري,
احتاج الى دولةً لي وحدي
كي أصدر الأحكام على مشارف وجعي وأزق بها خلف القضبان,
احتاج الى أمطار غزيرةً جداً
كي تتدفق السيول العارمة وتجرف الأوبئة من أرصفة الشوارع,
احتاج الى شمسٌ أزليةٍ
كي أعرف الى متى سينام أولئك الكسالى,
احتاج الى عنكبوتٍ سفرية
كي تغلق أفواه السفهاء بخيوطها المتشابكة,
احتاج الى شاشةٍ لاسلكيةٍ
كي أشاهد ما يحدث في العالم الآن,
احتاج الى عيناً ثالثة
كي ألاحظ ما يقال من وراء ظهري,
احتاج الى هدنةٍ مؤقتة
كي أستجمع قواي المحاصرة في ادغال منافٍ بعيدة,
احتاج الى رعشة زلزالٍ ضخم
كي يتبين لي خلل الذين يقفون من حولي,
احتاج الى عصىً سحرية
كي تبتلع جميع الأشياءُ التي لا تليق بي,
احتاج الى حمام بخارٍ
كي يسيل عرقي وتنساب معه انكساراتي الخجولة,
احتاج الى سيارةٍ صغيرة جداً
كي تقلني من بين أزقة المدينة البائسة الى محطات الفرح,
احتاج الى مياهٍ غبراء غير صالحةٍ للشرب
كي اخبئني في بغبغاتها الأنيقة عند اجتياح اليرقان للبيئة,
احتاج الى قراءةً مكثفةً
كي أبدو جذاباً عند مغازلتي لبعض الكلمات الجميلة,
احتاج الى امرأةٍ تتقن فن الأدب والفلسفة
كي تمنحني الطاقة في القدرة على الكتابة بسهولة,
احتاج الى امرأةٍ من أي ديانة
كي تُيقظ فيّ دياناتٍ أخرى,
احتاج الى امرأةٍ أخبئها في قلبي
كي لا أغير عليها من أواني المنزل حينما تقوم بغسلهن,
احتاج الى فانوسٍ قديمٍ كفانوس "أمي" الحبيبة
كي يُنير لي العتمة إن غاب عني القمر,
احتاج الى قوةٍ خارقةٍ تصلني الى أعلى قمم الإبداع
كي أطير دون أجنحةً فوق مجاديف النسائم,

خطّاب ❤
احتاج الى طير أبابيل بقلم الخطاب الزيدي اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.