المقامر بقلم مصطفى الحناني المغرب


الإعاقة حماقة تمشي على ثلاث
كأنها عربة تفتح بطنها على وجه السماء
الإعاقة فكرة تتبلور في مخ طائر الكورفوس
الغراب الأبيض حيرة اللمعان في العش
وقطعة الصابون مرآة البريق يا ألكسندر جوليان
**********
الفكرة حبل مشنقة يلف رأس وتد منسي
الوتد ظلال أرواح من سكنوا الخيام
في فيافي صحراء تومبوكتو
ولاذوا بالفرار على مضض خوفا من الزوابع يا تارتاروس
**********
للغراب معنى آخر بعيد عن التنذر من نعيقه
المعنى كمياء اللون الخام في الصورة قبل اكتشاف الفوتوشوب
وقبل أن تصبح اللوحة شكلا مائيا مكتمل النضوج
اللوحة صرخة جدار التراب في وجه الميترولوجية يا فان كوخ
والريح استرسال صوت المعذبين في المنافي يا كامو
حشرجات أنين حناجر المقتولين عنوة في هيروشيما العربية
**********
الحبال أوتار عزلت عن فرس آلة عود حزينة
والدستان حلبة سباق نحو تلاش يشي به الغروب
والعزف حنين الأسرى المتواصل في معتقلات الإحتلال للحرية
الحرية قطعة من أرض خارج عرش الله
حيث لا أحد يفرق ما بين الغناء وما بين سكرات الموت
والتراب كفن الدود الخالد يا هيدس

**********
هنا
الصمت جدار شائك و سميك يفصل الصوت عن الصراخ فيصبح إيماءة
يمنع خيط ضوء وجه أدونيس من الوصول إلى قلوب المهجرات
وهناك
شعب يمشي منكبا على وجهه وعلى أكتافه مطالب من الأغنيات
يغرسها دمه في البحر لتنمو شقائق النعمان في صدور الحوريات
***********
الشعوب التي تمشي على حافة الهاوية
تشبه أوهام العالقين في شرك حلم استنفد كل خسائره دفعة واحدة
ولايزالون يواصلون الهرولة حفاة عراة إلا من قهر الأغنيات
**********
وأنا بين الهنا والهناك
كمثل مقامر اعتاد المناداة على " اللاز " فخسر كل شيء
" اللاز " رقم سالب
لم يترك للجوعى حتى الحق في الفتات
و" الصوطة " هيبوليتوسل خادمة أفروديت الغيورة
تحمل في رأسها الضغينة وبين يديها طواحن رميم الرفات
المقامر بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.