أشياءَ لها صلة بي بقلم وحيد ابوالجول العراق

عليَّ أنْ أُحدثكِ عن أشياءَ لها صلة بي
مثل الحب
وكم أيلٍ تخيلتُ البارحة
عليَّ أنْ أحدثك عن الموسيقى
وعن إوزاتي وشاطئ البحيرة
ثمة أمور كثيرة لم تعرفيها عني
لم تعرفي بأنَّ لي جناحين كبيرين ورأسَ طائرٍ
وأني أغادر الحياة في كل ليلةٍ
وفي الصباحِ أقرأُ جدارَ البنِ
أقرأ البيوتَ
والظلالَ التي تقرصُ شفتي السفلى
ثمة أمور غريبة لم أحدثكِ عنها في السابقِ
أشياء غريبة فعلًا
ظهيرة كل سبت يخرجُ من صوتي ذئب
يركضُ باتجاه النهر ثم يختفي
وأرى وردة تنزلُ من كتفي فترتطم بالأرضِ
كان عليَّ أنْ أحدثكِ عن العالم قبل الآن
قبل أنْ يبرد فمي
وقبل أنْ تكون الحياة مسافة وعرة
وتاريخًا تكذبه النساء
تكذبه العيون التي لا تجد متسعًا لنومها
ولا قسطًا من الراحةِ
كان عليَّ أن أحدثكِ عن الأمور المهولة
وعن البلاد
عن أشياءَ لم تعرفيها عني في السابق
ليسَ لجسدي الذي يشبه قنفذ الحديقة أيّ حظوظٍ بأنْ تطأ قدماه الجنة
ليسَ له أيّ فرصةٍ بالرغمِ مِن أنَّه يحلمُ بالسلامِ كثيرًا
الشيء الذي لا تعرفينه عني في السابق
فلم يكُ للوقتِ حاجة للرقصِ
ولا للغناءِ في الساحةِ الكبيرةِ
كل ما في الأمر أريدُ أنْ أنام
أنْ أفرغ كل صورة سكنتْ رأسي
سأترك الرصاصات الثلاثة في مكانها
وفراغين
سأمنح نفسي ألفَ مصباحٍ
لأنَّي بصراحة لا أحب العتمة
الشيء الذي لا تعرفينه عني في السابقِ
ولا تعرفين بأنَّي أميل بيدي للهرطقة
وأقول لا شيء يمنحني غرابة الدفء كالقصيدة
لا لعظامي قامة الذهاب
أو الرجوع كالقوارب البعيدة
وثمة أمور كثيرة تتلف رئتيَّ
لا دخل للهواء فيها
ولا لجلوسي الطويل في كل قصةٍ
ليسَ لي أيّ حظوظٍ بأنْ أرفع كتفيَّ
أو يكون للمساءِ نافذة غير التي أعتدتُ الخروج منها
لا تعرفين عني إلا الشيء القليل
القليل جدًا