تتعطل الأشياء بقلم سلوى محسن مصر



تتعطل الأشياء
كالمفتاح يسقط قبل أن تلمسَه و أنت
تفتح البابَ بيسراك
على سبيل تنشيط الذاكرة.
كالقهوة ملّت رائحتك 
وكفت عن إيقاظك في الصباح.
كرغوة سقطت خارج حوض الاستحمام
بتوتر الجسد تنقلب على وجهك..
وأنت تخشى أن تدير ظهرك
للعالم
ينكسر الحوض
فتنسى بقيتك في الماء
*
في تمرين إنعاش حاسة اللمس
اغلق عينيّ لأخلع ثيابي
كالكفيف يتعثر
في الفراغ..
أعلقّها،
افتح الصنبور كيلا أنسى رائحة الماء
ارتدي ملابسي على وجه الخطأ
كشباك أصابه البلل من بكاء الجيران
فانكب ينظرُ للداخل
*
أشبك في الباب الملابسَ التي تشتاق
إلى اللحم الشهي
تفتح أزرارها
تغير نسيجها كلّ يوم في المرآة
حتى ينحل بطول النظر و الانتظار
كرغبة أخيرة في البكاء
*
نعقد صفقات صغيرة كالأطفال الخائفين
أبيع ثوبى و يشتريه
يترك لي قميصه كأنه سقط سهوًا،
أصنع من أكمامه حِضنًا للشتاء
يدس فستانى في وسادته
وننام في خبيئتنا،
أقّسِم الغياب
أغرس بين كل عناقين
قبلة
كما يترك الزارع مسافة بين شجرة وأخرى
كم مرة بكينا
وكم مرة ضبط حزنُنا موازينَ الكون؟!
*
كان كثيرًا جدًّا بما يكفي
لفتاة أخيرة
ووحيدة..
تكتب بلغة تصلح كشاهد قبر
عن الموت كخدعة تكسر ذروة الاكتمال
عن إرادة الوجود في الإفلات
كفكرة صغيرة عن الحزن
تتعطل الأشياء بقلم سلوى محسن مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.