كلّما علكني حزنٌ .....بسما أمير / سوريا


كلّما علكني حزنٌ
أنسلُ من كتابِ الحكايا
قصةً تنكّه بكائي
فأقرأ على الراحلين أمانيهم 
وأبتلعُ غصّاتِهم ،،
وأرددُ  الحيّ أبقى

الله
أنت عليمٌ بذاتِ الصّدور
وتعلم أنّ نفوسنا هشّةٌ
فأين يكون الحيّ هنا ؟

الموتُ سرٌّ مخيف لا جدوى
من اكتشافِه لِأنّ من جرّبَهُ لم يُعطَ
فرصةً ليعود

والسؤالُ المحيّرُ
ماذا بعدُ ؟

أدركُ جيداً أنّ الأمواتَ تخلصوا من
عقدةِ الانتظار ،،
ومع ذلك أتمنى
أن ينتظرني أحدٌ هناك
أحدٌ لا أعرفه ، ولم ألمحْه يخرجُ من دفاتري يوماً
يفاجئُ وحدتي بوردةٍ أو أغنيةٍ  ، ثمّ يخونُها بقُبلةٍ طويلة ،،

أحدٌ يتركُني أخلعُ صمتي والكفن
دون أن يستجوبَ جنوني
يدخّن عنّي سجائري الكثيرة ،ويمنحُني وقتاٌ كافياً لأكملَ أحاديثي المُملّة 
ثمّ ينسجَها في فمِ ناي قصيدة ويطلقُها للفرح

أحدٌ
يطوقُني بذارعيه عندما أطلقُ للشّرودِ  أفقي ،، ويسكبُ نورَهُ في عيني لأرى بوضوحٍ
كيف من أحببتُهم هنا ،،
كانوا لصوصاً بلا حياء
حين نهبوا ضلوعي ، وأكلوا قَمحي وأشعلوا في رقادي الحريق ،، ثمّ اتهموا سنابلي بالقحطِ ،، بعدما ذروا في وجهي الرّماد

أحدٌ ينتظرُني ،، ولا يدعني
أكملُ الانتظار لأعترفَ أن هناك
حيث يكون الحيّ حيّاً نولدُ من جديد.

،
كلّما علكني حزنٌ .....بسما أمير / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.