فوضى الكلام.....بقلم مريم الشابي / تونس
فوضى الكلام...
يلتحفني السواد ..و أصبح الصقيع ذاته،
لا أجبر عيني لتتفقد كم الساعة ؟
فمنذ زمن تسارع الخطى..
و تغتال العمر في..
يضيق بي رأسي..و أرتجف كورقة مرت عليها..
يد الهواء..و تتدلى روحي عراجين من السماء.
فيك يا ليل ،أشرب كل شيء..
القهوة و الشاي و الأعشاب المغلية..
كما أتجرع خيباتي و حطام نفسي..
أبسطني كلي..على خدك الأيسر
المخضب بدموعي ..
فأبقى بلا أناي.
و لا وحدة ترافق وحدتي..
أبقى ذرات شاردة في العالم حولي..
تطوقني خناجر سكونك،
تجمد الكلام في حلقي..و تسحبه عقدا..عقدا..
و تضرم النيران في رئتي،
كم أنت جسور و جبار يا ليل.
ليتك تعلم ،كم أنا شقي فيك و كم وخز لحمي ظلامك ،و بدد ظلي وذاتي ؟؟
يحدثني الليل:
أن أتسلق الموت بفن،
أتسلقه جرعة ..جرعة..
الإنسان لا يموت كثمرة معلقة..في غصن زيتونة
أو كرمة.
أن أعانق السماء،و أطلق جناحي..
و أزرعني في رحم البحر.
لا تمت مخنوقا .هكذا قال الليل.
كن حرا وطليقا في موتك..
هي أولى و آخر انتصاراتك..على الحياة..
اتركها بعدك يتيمة و دون ميراث،
شقية الحياة بعدك..
الموت لا يترك الأنقياء على الأرض،
الموت يختار لنفسه الأفضل..
داهم شعاع الشمس ظلمتي..
كنت دائم السؤال ،لم تغيب الشمس؟
الآن عرفت :تغيب الشمس لتعوي الذئاب..
و الليل ذئب شرس.
الشابي مريم
فوضى الكلام.....بقلم مريم الشابي / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
13 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: