نشيد آدم أو أغنية اليوم السادس ( من ٩١ حتى ١٠٠ ) للشاعر المصري المبدع محمد آدم


[91]
كل الطرق متشابهة
اليد التى تغرس الحكمة تعرف - أيضاً - كيف تحصد الألم
البداية هنا
 قد تعنى النهاية هناك
والنهاية هنا قد تعني البداية فى مكان آخر
ما هو اليقين حقاً؟!
وما هى المعرفة بالفعل؟
ما هى حقيقة العقل؟
وماذا تعنى الفضيلة
أو العفة؟
ماذا تعنى الرحمة وما هى غاية التقوى؟
أين طرق البر الكامل
وما هو السلام الأكيد؟
ماذا يعنى الخير أو الشر فى المحصلة النهائية
- المسألة أكثر غموضاً مما ينبغى -
لا فهم ولا معرفة
الصدفة قانون كل شىء.



[92]
ترى أين ذهب كل هؤلاء
المسيح وبيلاطس
بوذا
وزارادشت
ليس للإرادة مكان
والوعى بلا حقيقة سابقة
الأحجار كلها تتساند
والشوارع تهرب من النافذة
حركة ولا سير
لا هدف ولا أمل
فقدت الأشياء حكمتها
تعلو
وتهبط الرئة
مثل الأسفنج
الهواء حامض
مثل ذكرى.




[93]
أيتها البنايات الشاهقة مثل سدّادت تمنع الهواء والضوء
يا حوائط الأسمنت والرصاص المتكاثفة - مثل علقة -
هل حقاً
سوف يأتى الطوفان؟
أية سفينة يمكن لها أن تحمل هذا العالم بين رئتيها الجهنميتين؟
أى فُلك يمكن أن تعبر هذه البحار المتراصة مثل أخطبوطات ضخمة
وبأنياب؟!
لماذا فقدت عينى القدرة على الرؤية
لماذا فقدت أذنى القدرة علي السمع
والكلام؟
لماذا فقدت يداى القدرة على الفعل
واللافعل؟
تخففى أيتها الغاشية..!!



[94]
حياتى بلا رغبة خالصة
أنا العاطل عن اليقين والشك
أنا الخالى من الرؤية والإرادة
أنا الموصوم دائماً
بالهشاشات
والخيبة
إلي أين تأخذينا يا سفينة الموتى؟!
ترى
أين ذهبت كل هذه السنوات
كيف أبدد كل هذا الحصى عن يدى
حجر أنا....
وحياتى مبددة ومثل فقمة بألف عين أنظر إلى الحياة بازدراءات
وتعزية
فى فمى هواء حامض
وقطط مجففة
وبضراوة ينبجس الألم من تحت قدمى
أنا الأعزل.



[95]
أستبسل فى الفراغ الغويط وأدخن سجائرى المحشوة بسرطانات منقرضة
أتدحرج على الطرقات مثل بالونة منبعجة بألف فم
وأتأبط أيامى - الخربة - مثل كومة من الوساخات والأتربة
خرائبى أكبر منى
ويأسى أكبر من خراب نفسى
كيف أصعد إلى هذه السموات الشاهقة
لأقعد أنا والقمر كصديقين يتيمين
وفوق حشية السحب هذه
أتأمل الفضاء
بعين منجرحة.


[96]
دونما هدف
أو دونما أمل كذلك
دونما خداع للذات
ودونما شهوات
دونما حاجة إلى العقل
أو رجاحة الجسد
دونما حقيقة واحدة
أو حتى أمل زائف
الظلام بحار أعمى
والنهار
شيخوخة مبكرة.



[97]
الزمن يأتى ويعود
الظل يسقط فى الظل
والماء يسقط فى الماء
من ذا الذى يقدر أن يقول كل شىء
من ذا الذى يقدر على الفعل واللا فعل
إلى النسيان سوف نذهب
بلا طمأنينة واحدة للروح
بلا معرفة حقة أو
رحمة واحدة كذلك
كأنما الروح ضلت.




[98]
ما ينتهى سوف يبدأ
وما يبدأ سوف ينتهى
فى العالم
يسقط الكل فى الزمن
وفى الزمن
يسقط الكل فى الظلمة
الحكمة والمعرفة
اليقين وتبدد اليقين
الأمل
واليأس
من الموت إلى الميلاد
ومن الميلاد إلى الموت
كل شىء يتكرر إلى ما لا نهاية.








[99]
الموت يتهدد
ليس هناك من رغبة واحدة
الضوء جاف
والنهار بحار أعمى
لا رفة لورقة
ولا حركة لغصن
لا حياة يمكن لها أن تتبدل
ولا شمس تنبعث من الرماد
ثمة يقين غامض يأتى من الأرض
والعالم كله
يدور.


[100]
الزمن حركة
- من الخلف إلي الأمام
ومن الأمام إلى الخلف -
الحاضر قد يعنى الماضى
والماضى ليس إلا صورة الحاضر
وفى الزمن
يسقط الكل
إلى أين نتقدم
واأسفاه
مضى أغلب الوقت
ليس للإنسان وعي
وليس للبشر
إرادة
ضلت الحكمة طريقها
وفقد الخلاص ذاته.
1998
المقطم

نشيد آدم أو أغنية اليوم السادس ( من ٩١ حتى ١٠٠ ) للشاعر المصري المبدع محمد آدم Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.