سخاء الذاكرة ...سمير بية/ تونس

 سخاء الذاكرة


كانت الذاكرة سخية تلك الليلة

سيجارة الوقت تشعل شفتيّ

ترسمني وجهكِ غيمة ضاحكة

الدقائق تتصاعد رقيقة من كفيّ

شاي الذكرى ينسكب من إبريق حضوركِ

يملأ كأس جلوسي بوحا

كان عشقي يفتح مساءه لآخر النوارس 

سكّر اللّقاء ينهار من أصابع اللّمس 

يعبّئ فنجان الروح فرحا 

كان شوقي يهمس لفراشات عطركِ

من ذا علّق نوافذ الجسد حمام النّشوة؟

من ذا حمّل رصيف القلب ضجيج النّظرات؟

يا أنت الطّالعة من احتراقي

عاشق اللّفظ صار يوقّع للدقائق اشتعالها

يلتحف دفء البوح

ينهمر واقفا 

يسكب حبره من ذاك الإبريق

خبّريه أنّى له الجلوس وفي الكأس حريق من الصّور؟

كيف له التّذكّر؟

و أيادي الوجع تزوّق مدائن ليله

بأرصفة الفراغ، بشوارع النّسيان

علّميه أن يمد بعينيْكِ بوصلة عمره

أن تكون النظرة متّسعا لانكسارات هذيانه

أن تأتيه القصائد عفويّة كالضّوء

أن يسمّيه اللقاء بلغة الجرح قمرا مغسولا بالعشق

يا أنت الجامحة فيّ حلما يأتلق 

ولهفتي السخيّة بالأغنيات العابقة

بالأمسيات العاشقة 

يا أنتِ نشوتي المفعمة بي

راقبي السّاعات تحترق

ذريني أفتّش في احتدام العطر عنّي

عن شوق يعتريني 

عن عشق يكفيني

دعيني أرتّب حضوركِ فيّ 

بكامل فوضى الجسد 

بكلّ سخاء الذّاكرة 

   

                                                  سمير بية /تونس


سخاء الذاكرة ...سمير بية/ تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.