منْ أين يجِيء الصّوت ؟ بقلم نعيمة الغربي تونس


الشّوارع مقفرة .
والأبواب مقفلة .
ما من أَحد !
لقد فرّوا جميعا .
لا مطر
و لا سماء تبشّر بالهديل
الصّوت يُمعن في الاٍقتراب
رفرفة أجنحة
أم وقْع أقدام على الاسفلت الملتهب
يُحْدث اهتزازا ؟
تأْخذني ارتجافة المكان .
لن أبرح ظلّي
أنتظر صامتة كيْ لا أُجفِّل الطّيْر
أدركه... أو يُدركني ...
في حضرة هذا الفراغ الأخرس..
ها أنا أنشطر
يباغتني انقسام نفسي عن نفسي
النّظر ثابت
على مرآة يأسي
انْفَضُّ من حولي
أطوف حول نصفي
ونصفي يُطوِّقه رجْعُ صوتي
سأجعل منْ أنفاسي معاول
تشقّ قلب الصخر
أغرس نفسي في شريان المدينة الخاوية
قُبالة تلك الأبْواب الموصدة
كشجرة
وارِفة الظلِّ
مشْبعة الخصوبة
ساكنة
كليلةٍ داجية تداعبها أنامل الضوء
ليكن كتفي غصنا
مرسى سلام
لهذا الطّير القريب منّي
السَّاكن فيّ ...
منْ أين يجِيء الصّوت ؟ بقلم نعيمة الغربي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.