امرأةُ الرّفِّ بقلم سامية ساسي تونس


الشّاعرُ الذي قال: حفنةُ الماءِ في جيْبي الضّيّقِ: بحرٌ.
كُذِّبَ حتّى الموْت.
المرأةُ التي على رَفِّ الشّاعرِ،
ضمّت الشاعرَ في بطْنها: بحرًا
وماتت عَجْفاءَ.
* * *
تقولُ الحكايةُ:
امرأةُ الرّفِّ،
سقطت عنِ الرّفِّ.
صيْحةٌ بحّاءُ واحدةٌ، وانتهى الأمرُ.
وجهها الذي ارتطمَ بالأرضِ،
لم يتأذَّ.
كاحلُها، تحتها، سليمٌ جدا.
رقبَتها أيضًا.
بطْنُها...
إنّها تفقدُ بطْنَها.
حَمْلُها الذي طُرِحتْ بسببه إلى الشّمس
حتّى الموْت،
يذهبُ هكذا هادئًا مع أوّل بحّةٍ.
حِمْلُها الذي يأتي الآن
مكتومًا،
ستحملُهُ وحيدةً جوْفاءَ،
لتُعيدَ ترتيبَ الرّفوفِ من جديدٍ،
بلا بطْنٍ، رُبّما.
لكن، ببحْرٍ عندَ كلّ رفٍّ.
كلّما زارها الشاعرُ ضيّقًا،
دسّتْهُ في جيبِهِ
فلا يتأذّى،
حينَ تسقطُ امرأةُ الرّفِّ
عنِ الرّفِّ.
امرأةُ الرّفِّ بقلم سامية ساسي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 24 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.