أنا شجرة نارنج وحيدة بقلم مصطفى الحناني المغرب


أنا شجرة نارنج وحيدة
قلبي يدهسه العابرون بلا رحمة
نستني زيارة الرئيس على رصيف بارد الوجه
...........................
ما قبل الرصيف :
كنت بذرة منسية في تراب فلاح
حمتني يد الله الندية من اليباس
لي إخوة هناك
لم نسأل يوما عن فصيلة دمنا
رصيف أول :
في غفلة من الطرقات غير المعبدة
سُرِق قلبي من جوف نواة حلم صغير
القلب دوم جماخ
والحلم رطب العراجين ...
رصيف ثان :
لا أملك شيئا سوى ظلّي
الظلُّ عرق جندي أتعبته حراسة العزلة
وُلدت في ذهنه فكرة الإنتحار
فطفقَ يسب الوظيفة ...
رصيف ثالث :
الأرض عطشانة
والعابرون سراب الفيافي
أقدام تسير
وأرحام للفقر ولادة
الأرحام قبور مظلمة والشاهدات نسل
العطش عبور أقدام الجوع في الأرحام
رصيف مربوع القد :
تحت ظلالي بقاي عظام كلاب
وجيش من نمل يقضم فتات الجوع
جيئيني بزند الوقت لأسند بنادق الرمل على أغصاني ...
يقول عصفور تقوس ظهر أيامه
على سبورة حائط أعوام البؤس
رصيف خامس :
لا نجوم ترتقُ ثقوب الليالي
في ظل عزوف القمر عن الرقص
هنا
الوتر دمعة نازفة من خد الحجر
والطين قلبه حامض ككلب الماء
هناك
بوابة تطل على البحر
والبحر يهرّبُ يوميا قوت الصغار
وفق معاهدة الفاتح من أبريل
( كذبة نيسان تشتمُّ منها روائح دمنا ...)
رصيف بقميص نوم أصفر :
هنا أيضا
أشجار الميرموزا الجميلة تنوح
ترفع متأوهة أكفها كالجدات بعد صلاة العصر
"والعصر إن الإنسان لفي تعداد الخسارات..."
هكذا قالت حمامة لعاشقين نزف فمهما قبلا من بعيد
وعادت متحسرة لفراخها في عش الويل
ترسم على أفواه الفراخ متاهة أسئلة طويلة وتنام مكسورة الجناح
العش سرير قارس وشجرة النارنج عصفور من دون أجنحة ...
رصيف بلا شارع :
الجوع في بلادي دويُّ صرخة
ارتطام الموج على عنق صخرة مشقوق
و
ا
ل
ب
ل
ا
د
دالها ربان سفينة قراصنة أعور
العمى غبار تحمله أجنحة الذباب
والكحّال مصاب بداء الرّعاش
فإلى أين تسيرين بِنَا أيتها البلاد
ونحن هنا غرقى يسيل دمنا
في شوارع بلا رصيف ...؟؟؟
أنا شجرة نارنج وحيدة بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.