العناصر الأربعة .....حسن الخندوقي / المغرب
لم يعد لدي مداد
و لا أقلام
و لا أوراق
و لا مكان
و لا رغبة في الكتابة .
المداد صار أُجاجا
و الأقلام أسلحة الشجعان
و الأوراق بريد الحياة
و المكان دليل الوجود
و الرغبة قتلتها نزوة .
و ماذا أكتب بعدُ
و في لحظةِ
نزوةٍ غير عابرة
صيرتني مكوكا
عابرا لكل قارات الوجع
كتبتُ تاريخي الآتي
قصيدةَ رثاء
تمشي على أديم الحسرة
و تحلق في أفق الخيبة
و تسبح في محيطات الندم
حتى صرتُ على الأرض
غيلما عجوزا
و في الفضاء
بومة عمياء
و في الموالح
حوتا ابتلع كل النبوءات
دون أن يُذْكَر
في كتاب مقدس
و لا حتى مدنس .
فيا أيها التراب
غادر هذا الجسد
و يا أيها الهواء
ادخل ثم امتنع عن الخروج
من هذا الجسد
و يا أيها الماء
لا تسقني إلا القدر الكافي
لتغسيل هذا الجسد .
هذا إذا وجدتَ
من يُغَسِّلُكَ
أيها الجسد
المحنط في قصيدة رثاء .
أيتها النار
لقد أحرقتِ التراب و الهواء و الماء
في هذا الجسد
فلا يجدر بنار أخرى
هناك...
أن تحتفي بهذا الجسد
لا يجدر بها
لا يجدر بها
لا يجدر بها...
أ ليس كذلك
أيتها العناصر الأربعة
في جسد من كَمَد و كَبَد...
ح - خ ( ابن الزاوية )
العناصر الأربعة .....حسن الخندوقي / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
07 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: