نوبة بقلم ريم سندي تونس


يوم مستشيط الحرِّ، الحركة في الدار لا تهدأ منذ أيام و تصل ذروتها سويعات قبل حلول موكب العريس.
ترقب الجمع من نافذة غرفتها في ذهول و تتساءل، أيتطلب الأمر كل هذه الفوضى العارمة؟ تعود إلى فراشها، تترجَّى النوم أن يزورها ثم تيأس و تكتفي بالتمدّد علّها تريح جسمها الذّي تكبّد عناء تجارب لا تحصى من وصفات مرطبة وكريمات تفتيح..و أثقالا من الملابس المطرّزة، أُجبرت على حملها لساعات مما خلّف لها وخزا يقضُّ سكينتها بين الفينة والأخرى...
باءت كل محاولاتها بالخيبة و هي تقنعهم أنّ حفلا بسيطا يفي بالغرض و ينتهي الموضوع، تصدّع الجمع بين مؤازر لرأيها ونافر من تحرّرها بل و رُميت بإنشقاقها عن الجذور و ذهبت إحداهن بقولها أنّها و مثيلاتها من نزعن البركة و أفسدن رونق الأشياء...
آثرت الصمت حتّى ينقضي الأمر بسلام، على أمل أن تستقلّ بحياتها و يعود لها الحسم و القرار...
تصدرتْ صحن الدار بفستانها الأسطوري، بين مازحة بنكت خبيثة و أخرى تحصّنها بآيات بينات من حسد يتوارى خلف الضحكات، و غير بعيد عنها جمع من النسوة يجتهدن في إخفاء الدموع بعد أن تفطنتْ و إستقرّ بصرها عليهن..
لمَ الدموع، ألستن القائلات ظلّ رجل و لا ظلّ حائط، و كم صدعتن رأسي بكفاكِ تكبرًا سقف شروطكِ جدُّ مرتفع، لا تنسيْ أنك أعتاب الثلاثين، ليس عيبًا أن تتحملي نصيبا من أعباء الزيجة، سيقفلُ الجميع أبوابهم يوما و تظلّين مشرّدة، حتّى و إن طلح الرجل صلحت البذرة....
يتدافع الأطفال بشكل هستيري ليخترق أحدهم جدار العروس، وسط ذهول يرتطم بفستانها و تسيل من بين أنامله قطعة المثلّجات...
كان عليها أن تزور الطبيب حتى تضع حدا لنوبات النوم المفاجئ هذه،
تقول في نفسها بعد نص آخر سأذهب....
نوبة بقلم ريم سندي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 07 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.