ضجر كثيف ........هيثم الأمين / تونس


// نصوص أفرزتها و أنا عالق في فم الفراغ: نص 2  من 14//

ضجر كثيف
-------
يحترق الوقتْ
فيتصاعدُ
منهُ.... و منكٓ
ضجر كثيفْ.
في الداخلِ،
تجلسُ أمامكٓ عاريا
فيبدو انعكاسُكٓ، على صفحة أحلامكٓ، بفحولة كاملة
و أنتٓ.. تتناسى أنّ الأحلام خادعة
فتباعدُ بين فخذيك!
أنت الذي لم تقشّر،
في حياتك كلّها،
غير البرتقال و الموز و البطاطا و البصلْ
تحلم، الآن، بأنّك تقشّر امرأة من لحائها
كدبًّ بنيّ يقشّر لحاء شجرة لينال وليمته من يرقات النمل الأبيض
و لكن لا امرأة في المكان
أنت الذي يبدو انعكاسك، على صفحة أحلامك، بفحولة كاملة!
أنتٓ مازلت تظنُّ
أنّ احتراقك بين ذراعي امرأة سيفتح لك نافذة تطرد من خلالها الدخان المتصاعد من احتراق الوقت و منك!
و مازلت تعتقد أنّ حبة التوت المنتصبة أعلى نهدها
ستنجيك من خطيئة التفاحة الأولى
و...
ستعيد لك فحولتكٓ!
في الخارجِ،
مطرٌ.
و المرزاب
الذي يقذف شهوته في فم نافذة بيتك السيّئة التموقع
مازال يتأوه من عبث أصابع الريح بإسته!
في الخارج أيضا
شجرةٌ،
نزحت من الغابة إلى المدينة حالمة بحياة أفضل
فوجدت نفسها تتسول على الرصيف العصافيرٓ و الحمام،
على الرصيف،
تلقي قصيدة إباحيّة تمجّد فيها فحولة الريح
على مسمع المطر و هو يتحسس جسدها الثائر.
في الداخل،
مازلت أنت تنتظر
أن تصير أنت الجالس عاريا أمامك
نسخة طبق الأصل عن انعكاسك على صفحة أحلامك
و لكن لا تفاحة هنا
و عنقود العنب تيبّس في عريشته
و لا امرأة تقشّر لحاءها كدبّ بنيّ محظوظ
فقط أنت
و الوقت
تحترقان
فيتصاعد منكما ضجر كثيف.
ضجر كثيف ........هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.