)34) فى بحر أبى الأخضر ..بقلم صلاح عبدالعزيز / مصر
(34)
فى بحر أبى الأخضر
هدوء لا يسبق العاصفة إنما تلك العاصفة الآتية من بعيد سوف تقتلع قلبى خذوا قلبى وضعوا فى مكانه حجرا احتفظوا به تحت شجرة تحت شجرة لا تنالها الرياح لسوف تأتى العاصفة حتما. الهدوء بألوانه المبهجة ورق الشجر فى مكانه لسوف تبدده العاصفة لسوف تكنس القرى وتغلق حاراتها لسوف تقود القطعان إلى حظائرها لسوف تجعل البحر غير صالح إنها لا تستهدف غير قلبى. لسوف يصمد الحجر أما الأشجار لسوف تستعيد أوراقها فى الربيع والقطعان تعود لمرابطها أين أخبئ قلبى كل الأراضى مكشوفة تحت وطأة الرياح الغاب نفسه متواطئ عشب البحر وأغربة ترصد وطيور نورس وأشجار شيطانية لم تكن هنا قبلا. أين أخبئ الشئ الأخير منى الحجر أليق ما يكون لمواجهة عاصفة لا البشر.
ليس الموتى من ماتوا وإنما الأحياء الذين يعيشون كالموتى لا يليق بنا غير الحجارة لا تأخذ شيئا من ميت فقط أعطه صلواتك وأقرأ له الفاتحة لا تنظر فى عين ميت قط إذا نظرت فى عين ميت فإنك ترث الحزن كله.
هكذا هى العواصف لا ترحل عن قلوبنا تتجه للقلب مباشرة يالقلبى أين أخبئه ورثت حزن العالم عندما نظرت عين ميت لحظة موته انصبت العواصف فى قلبى هربت بأقصى ما أستطيع الحزن عاصفة تطاردنى ليست بهجة الصيد ولا الأشخاص المتناثرون من الذاكرة والذين يمرون أمام عينيك سوى أن عاصفة سوف تأتى تقتلع قلبك من مكانه أنت ميت لا محالة اهرب على هذا البحر واغترف غرفة واحدة عل العاصفة تأتى تشرب من بحرك الأخضر.
)34) فى بحر أبى الأخضر ..بقلم صلاح عبدالعزيز / مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
05 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: