ها أنا أستفيق من جديد .....بقلم أكرم صالح الحسين / سوريا
ها أنا أستفيق من جديد
أمنحني وقتاً إضافياً
لأكمل الدوران حول نفسي
متابعاً ما بدأته من رسم صورتي بكل ما فيها من تناقضات و خرافة
أجعل من أوراقي حاوية لحبر ملّ المكوث داخل أقلامي الملونة
قال لي أحدهم و أنا أعبر الطريق دون أن ألتفت إلى الحافلة التي رمت بي على جانب العمر الموحش :
كان عليك أن تمتلك الحكمة
وقال أيضاً بأنني أعيش على هامش حلم منكسر و بأن العصافير يمكنها فعل الكثير بحبات القمح قبل أن تطحنها لتقدمها لبندقية الصياد
مشوية على نار هادئة
رائحة لذيذة كانت تطلقها المرأة التي إنحنت فوق جثتي بكل مافيها من إغراء
كان علي أن أفتح فمي
وأبذل قصارى لهفتي لأستعيد بعضاً من تلك الليالي التي تركتها بها تذهب دون أن أمنحها حقها الطبيعي بتمزيق شفتي وإستخراج كلمات الحب العالقة كشوك الأسماك في حلقي
الآن بدأت أتعلم
لماذا أنا وحيد كحقل ألغام يهرب الجميع من الشظايا القاتلة حينما يمرون فوق أرضي
بدأت أتعلم و ربما متأخراً
بأن خمسين سنة ليست بكافية
لأقول للجلاد
قف قليلاً و حاول أن تسمعني
لأقول للجدران الكتيمة بأنني مللت من التحديق إليك كلما شعرت بالفشل
تعلمت كيف سأنجب من هذه السيجارة التي تحترق بين أصابعي تياراً من اللهب أحرق به الكتب و الأوراق و النهايات البائسة
في السنة الجديدة
سأبقى ممدداً على إسفلت هذا الشارع الطويل
أقضم الأيام والشهور و طواحين الهواء
و أعدو بأحلامي مع السيارات و الكلاب الضالة
فقد أتعلم كما قال لي ذلك الرجل بعضاً من الحكمة
و قد أمنح جسدي المتبقي مني لأول عابر سبيل يسألني من أنت
أو ربما تنتهي قصتي كما بدأت بالصراخ و الدوران دون هدف أصل إليه...
ها أنا أستفيق من جديد .....بقلم أكرم صالح الحسين / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
29 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: