حتى آخر حجرة ....بقلم سهام الدغاري / ليبيا
حتى آخر حجرة
حتى آخر عثرة
حتى أبعد الديار
حتى أقرب الدمار
أبني القصيد
صرخة صرخة
ألهو بتعرجات الدروب وببعض الأماني العجاف
لايُثنيني ماعلق بِحُنجرتي من بقايا أحاديث يابسة ولا ماسُكب في أقداح المساء من غِواية الرقص على حواف النار
ولكن بصمت
الصمت الذي يتمدد في عروقي وأنا أستمع لأحاديثهم عن النوم في سُرر مشتركة
عن الضحك المثالي في المآتم
عن نشرات الأخبار العالقة بأذهان الناس
عن طريقتهم المُثلى في دبلجة الحروب وتحويلها من لغة الموت إلى لغة الترفيه
عن الحب الأسود المندس في ثوبٍ أبيض
أستمع لكل هذا لأوفره زاداً لأيام القحط
حين يتنكر الحرف لمعناه
وتغص الحلوق بجمر الكلام
ويهوي الجدار حتى آخر حجرة
وتتكسر الخطى حتى آخر عثرة
كما هنا وكما هناك
وكما ضبابية الوهم حين تنقشع عند أول أستفاقة
لتهبك للحظة التي تلي
بينما كنت تتأهب لتهيئة نسختك الأحتياطية
التي ستحمل عنك كل الأعباء التي ناءت عن حملها
صباحاتك المرتبكة
وأنا أستمع
أستمع وأحاول أن أنزع الحزن المدسوس تحت أظافري
لكي أحظى بأنامل أنيقة
تكون صالحة للمصافحات الكاذبة
وللطرطقة العابثة
وربما ستكون صالحة أيضاً لتحسُسِ وجه الحقيقة
ولكن دون الإمساك به وبي وبجسدِ نصٍ زئبقياً كهذا
يحاول بناء نفسه حتى آخر حجرة
____________
#سهام
حتى آخر حجرة ....بقلم سهام الدغاري / ليبيا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
06 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: