قبل أن تثقب الريح فقاعة الصابون بقلم محمود طارقي تونس


أفكّر في الشّخص الذي سيقرأ هذا،
وأعلم أنّي أكتب لنفسي
لأنّها طريقتي الوحيدة لمراسلة ذاتي...
وأفكّر في الطّريق،
مازلت أعرج أثناء المشي دائما
والحالة ليست مرضيّة طبعا!
بل هي طريقتي الوحيدة لأشعر بأنّ الزّمن أقلّ سرعة
قبل أن تثقب الريح فقّاعة الصّابون
وأموت...
وأفكّر في بيتي بعد أن أرحل،
سيكون هناك زائر دائما
فحتّى البيوت التي لا يزورها أحد
ينمو العشب أمام عتباتها!
وأفكّر في الحبّ،
إنّه جرس يقرع داخل النّساء
وعليّ أن أكون كنيسته المهجورة
لأردّ الصّدى...
وأفكّر في الاتّجاهات السياسيّة،
كلّها كاذبة من اليمين إلى اليسار
ومن اليسار إلى اليمين كلّها كاذبة
وعليّ فقط أن أكون راديكاليّا مع امرأة بيضاء في غرفة النّوم،
ثم أحدّثها عن حلم إخوتي الأفارقة:
"إنّه أبيض كجلدك"
وأفكّر في الشّمس التي تدخل من النّافذة،
وأنّ نورها هو كل العيون التي أغمضها الموت...
وأفكّر في الطّبيب النفسيّ،
سيكتب بخطّه الرّديء اسم دواء على ورقة بيضاء
وسأطويها
لأضعها في جيبي
ثمّ أخرج إلى الشّارع
لأعرج
قبل أن تثقب الريح فقاعة الصّابون
وأموت...
ثمّ، لاشيء...
سينمو العشب أمام عتبة بيتي،
و لن أكون بالدّاخل لأفتح له الباب.
قبل أن تثقب الريح فقاعة الصابون بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.