ورقة بيضاء بقلم محمود طارقي تونس


القدر ليس معقدا كما يبدو
فالله يسطّر لنا الورقة
ونحن نختار ماذا نكتب....
والأسرار ليست شخصية كما تبدو
ففي مرحلة ما
لن تجد شيئا تقدّمه لوالديك حتى تُبعد عنهما الملل واليأس
سوى أسرارك...
ومعرفتنا عن الموت ليست تامة كما تبدو،
فكلّ ما نعرفه عن النّهاية يتغيّر عندما نبلغها...
والاحترام ليس رائعا كما يبدو،
فمن لا يحترمك قد أعطاك فرصة لتتصرّف بحريّة أكبر أمامه...
والدواء ليس رحيما كما يبدو،
لأننا لا نعلم بالضبط إن كان يطيل عمر الصحة أم المرض...
والموسيقى ليست كما تبدو،
فعوض أن ننصت إليها نجدها تنصت إلينا...
والأغاني الوطنية ليست كما تبدو،
لأن الوطن ليس جميلا كالأغنية...
وحديثنا عن أنفسنا ليس كما يبدو،
فإن حدّثتك عن نفسي فلن تعرفني
وإن حدثتني عن نفسك فلن أعرفك
ولكن إن تحدثنا عن العالم فسنعرف بعضنا أكثر...
والسيطرة على الأشخاص ليست صعبة كما تبدو،
فيكفي أن تنعتهم ببعض الصفات الجيدة حتى تستبطنها عقولهم
وتتحرّك في حيّزها فقط...
والتعلم ليس خيرا كما يبدو،
فأحيانا طريقة استعمال منتوج ما تمنعك من الاستفادة منه بطرق أخرى...
والصراحة ليست كما تبدو،
فمن يكشف لك عيبا في ذاته سيكسب ثقتك
وحينها لن تستطيع رؤية عيوبه الأخرى...
والأسئلة ليست كما تبدو،
فإن وجّه إليك شخص سؤالا دقيقا أكثر من اللازم
فهذا يعني أنه يعرف الإجابة...
والانتخاب ليس كما يبدو،
ففي الانتخابات كل الأطراف المترشّحة خاسرة
لأنّ الفائز الحقيقي ليس بحاجة إلى المشاركة في اللعبة...
والصدقة ليست كما تبدو،
فالحكومة تتصدّق على الفقراء ببعض المال
حتى تنتزع منهم الشّكر وتقنعهم بأنّه مالها وليس مالهم...
لكل شيء وجهان
وإن كنت تعيش بوجه واحد
فعليك أن تنسحب
وتعيد الورقة بيضاء إلى الله.
ورقة بيضاء بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.