فراغٌ بين فراغين بقلم حسن الخندوقي المغرب
سأرحل للإقامة هناك إلى الأبد
أريد أن أغادر
شيء ما يشدني !
أريد أن أغادر
شيء ما يشدني !
كلما بدت لي كوة نور
أرفع رأسي نحوها
يصعب علي التسلق !
أرفع رأسي نحوها
يصعب علي التسلق !
لا أطلب من أي شيء شيئا
لا يطلب مني أي شيء شيئا
فأنا اللاشيءُ الذي لا يَطلُب و لا يُطلَب !
لا يطلب مني أي شيء شيئا
فأنا اللاشيءُ الذي لا يَطلُب و لا يُطلَب !
الفراغ عُلُوّي و الفراغ حَضيضي
و بينهما الفراغ
لا يَقُلْ لي أحد إنه يراني !
و بينهما الفراغ
لا يَقُلْ لي أحد إنه يراني !
لا يقبل الكون الفراغ ، قالوا
لماذا قبِلني بامتلاءٍ
خمسةَ عقود و سنةً تكاد !
لماذا قبِلني بامتلاءٍ
خمسةَ عقود و سنةً تكاد !
سأرحل للإقامة هناك إلى الأبد
دلوني على الحبل الذي يشدني
كي أقطعه !
دلوني على الحبل الذي يشدني
كي أقطعه !
آه ، نسيت أنني لا شيءٌ لا مرئيٌّ
فراغٌ وهميٌّ بين فراغين حقيقيين
أتطلع أن أُدفن في أحدهما
كي أخلد في الآخر
ولكنني عاجز عن التسلق و القفز .
فراغٌ وهميٌّ بين فراغين حقيقيين
أتطلع أن أُدفن في أحدهما
كي أخلد في الآخر
ولكنني عاجز عن التسلق و القفز .
يا أَبَتِ ،
إني رأيت أحد عشر مُشَيِّعاً
حول تابوتي
و حفّار قبور دون ذراعين
و مُلَقِّناً مُفَوَّهاً
رأيتهم
قبل موتي بساعة واحدة
مجتمعين
يتآمرون على قتلي .
يا أبت ،
هل أقص رؤياي على إخوتي
كي يحولوا دون وقوع الجريمة ؟
أم إنهم ، إِنْ قَصَصْتُ ،
سيزرعون للحفار ذراعين
و يقطعون لسان الملقن
و يمنحون وثائقَ رسميةً للمشيعين
تثبت حقهم عليَّ كدائنين
كي يحرموني حقيَ الشرعيَّ
في صلاة الجنازة عليَّ !!!
بعدما حرموني حَقَّ صُلْبِكَ
و حليبِ أمي
طيلة أحد عشر عاماً
حُسوما .
يا أبت ،
هذه الرؤيا حطمتني
إذ إنها لم تكن مناما
بل رؤيةَ عينٍ .
إني رأيت أحد عشر مُشَيِّعاً
حول تابوتي
و حفّار قبور دون ذراعين
و مُلَقِّناً مُفَوَّهاً
رأيتهم
قبل موتي بساعة واحدة
مجتمعين
يتآمرون على قتلي .
يا أبت ،
هل أقص رؤياي على إخوتي
كي يحولوا دون وقوع الجريمة ؟
أم إنهم ، إِنْ قَصَصْتُ ،
سيزرعون للحفار ذراعين
و يقطعون لسان الملقن
و يمنحون وثائقَ رسميةً للمشيعين
تثبت حقهم عليَّ كدائنين
كي يحرموني حقيَ الشرعيَّ
في صلاة الجنازة عليَّ !!!
بعدما حرموني حَقَّ صُلْبِكَ
و حليبِ أمي
طيلة أحد عشر عاماً
حُسوما .
يا أبت ،
هذه الرؤيا حطمتني
إذ إنها لم تكن مناما
بل رؤيةَ عينٍ .
سأرحل للإقامة هناك إلى الأبد
كي أقص رؤياي على أبي
دون أن أمنح إخوتي
فرصة تحويل حرير المغفرة
إلى حبل من المسد
حول هذا العنق
الذي تعب من رفع رأسي
نحو كوة النور
فلا أنا أسطيع التسلق
و لا هي تهوي
لتحمل عني ثقل هذا الجسد .
كي أقص رؤياي على أبي
دون أن أمنح إخوتي
فرصة تحويل حرير المغفرة
إلى حبل من المسد
حول هذا العنق
الذي تعب من رفع رأسي
نحو كوة النور
فلا أنا أسطيع التسلق
و لا هي تهوي
لتحمل عني ثقل هذا الجسد .
فراغٌ بين فراغين بقلم حسن الخندوقي المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
04 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: