خروج مفاجئ من المشهد ....بقلم هيثم الأمين / تونس
أُقيم خارج متاهة الضّوء
أنصبُ الفخاخ للقصائد المهاجرة لأقايض دهشتها بتصفيق حار
أو بلعبة!
خارج متاهة الضوء
و في كيس العتمة الصّغير
أتقمّص دور كلّ الكومبارس المحطين بي
كرأسي المكعّب الذي كان من الممكن أن يصلح نردا على طاولة قمار
رجلي الثالثة التي كان من الممكن أن تكون أكثر فائدة لي لو أنّي كنت طاولة، مثلا، أو كرسيّا أو "بارباكيو"
حاسوبي الذي يشتكي، طول الوقت، من ضيق التنفّس و من الصّداع
منفضة السجائر الحبلى بأجنّة الرماد
قدّاحتي
الجدار ذو العينين المفتوحتين و هو يحدّق في اللاشيء
و علب التبغ الكثيرة.
خارج متاهة الضوء
يمكنني أن أكون شاعرا مشهورا لبعض الوقت!
البارحة، مثلا، كنت شاعرا مشهورا
و بعتُ مليون نسخة من مجموعتي الشّعريةّ الجديدة!
خارج متاهة الضوء
يمكنني أن أكون جسرا يربط بين قريتين
أو أن أكون مسافرا يتقن كلّ لغات الدنيا
كما يمكنني أن أكون، أبضا، حبيبتي!!
لسبب أجهله سقط عكّازي الآن!
ها هو يشتمني كعادته و يتوعّد بأن يسقطني!
تبتسم سيجارتي
يحكّ الجدار أنفه، ربّما سيصاب بالرّشح بسبب تغيّر الطقس!!
يقفز رأسي المكعّب من فوق كتفيّ ليأخذ مكانه على الطاولة
تتصبّب منفضة السجائر عرقا بسبب طلق مفاجئ
أخبّئ أصابعي العشرة بين أسطر قصيدة حتى لا تحرقهم وحدة مصابة بالضّجر
أقرأ ما كتبتهُ الآن
و أنفجر بالضحك
...
يوشوش لي عكازّي: ارتدي ملابسك فهناك باباراتزي يحاول التقاط صور لك أيّها الشّاعر المشهور...
و ننفجر بالضّحك
يتدحرج رأسي المكعّب على الطاولة
و يشير لـ " تريس"
و ينفجر بالضحك
خارج متاهة الضوء
كلّ شيء يدعو للضحك
حتّى الخروج المفاجئ من المشهد...
خروج مفاجئ من المشهد ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
24 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: