أنا الآخر ....بقلم أكرم صالح الحسين / سوريا


أنا الآخر ،
الذي يحترقُ كلما عانقت النار قلباً يوزعُ الماء ،
للأرواح العطشى...؟

أنا الآخر ،
في وطن يذبح عشتار ويتلذذ بإستباحة دم الله بين الخيام المغروسة في العراء...؟

أنا الآخر ،
الذي يقف مكتوف القلب مصّفد العقل يضربه تيار من الحزن كلما صرخ الجوع أغيثوني ...؟

أنا الآخر ،
الواقف مابين الحق والعطش
المكتظ بالرصاص والدخان والأسئلة المنتهية الصلاحية ...؟

لا شيء يوحي بالنهايات السعيدة
فلا هدايا تغفو تحت شجرة الميلاد
لا بابا نويل يظهر من ذلك الفراغ يمتطي الفرح والأيائل
يدق الجرس معلناً
"المجد لله في العُلا والسعادة لعباده الطيبين"
لاشيء يدخل الى صدري المتعب غير هذا الهواء المشبع برائحة الرصاص والدم
أقتفي أثر غيمة حزينة نسيت دموعها
طفلة تحمل فوق كفيها كل أشواك يسوع
رجل يحمل جثته بين أهدابه
لا قبر في الجوار يحتوي سوأته يواريها التراب
وطني ؟
ال يعدني بالمسجد الأقصى
بكنيسة القيامة وأشجار البرتقال و بيارات الليمون
بكوفية تقيني صقيع الإغتراب ووحشة العمر ...؟
يرمي بأحلامي المبادة تحت أشجار الزيتون
هناك حيث لا حقل قمح يروي جمر التنور الذي يستغيث طالباً الضغاة للجوع...؟

أنا الآخر ،
والأول ،
أرتمي في متاهات
الواقع الشحيح
أتخبط بدمي المسفوح
منتظرا الفجر القادم
من نهايات العمر ...؟
أنا الآخر ....بقلم أكرم صالح الحسين / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 08 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.