(قراءة في قصيدة نداء الروح ) بقلم الشاعرة والناقدة خلود أبو ريدة


من جبُ غربة السنين نداءات روح وحنين
قراءة في قصيدة نداء الروح للأديبة السورية نوار الشاطر
إعداد خلود ابو ريدة
تمهيد :
حفل الشعر العربي على مر العصور بموضوع إنساني وجداني ، يتمثل في تصوير حالة الشوق إلى الأحباب بعد نأي عنهم واغتراب ، وقد سرت هذه المسحة من الأحاسيس إلى قلب أديبتنا حيث ترجمت مشاعرها حروفاً نابضات تتحس إحساسها وتشاطرها عاطفة الحنين إلى الأهل والوطن .
القراءة :
تستعير أديبتنا للتعبير عن مدة بعدها عن وطنها بالشموع تارة وبالأحلام أخرى وبثورة الأشواق التي لا تهدأ بين حناياها تقول :
كم شمعة يجب أن أطفىء؛
كي ألقاكِ يا أمي..!
كم حُلُماً يجب أن أضيء؛
كي لا يذبلَ أملي..!
كم ثورة ً يجب أن أهدّىء؛
كي لا يتمَرّد كلي..!
مرت سنوات ولم تر أديبتنا فيها الأهل والوطن وتتساءل كم بقي من شموع العمر حتى تطفأ وهي بعيدة عنهم وكم من حلم سيذبل وكم من ثورة بركان شوق ستخمد.
وتستمر أديبتنا في حديثها عن غربتها النفسية وعن بعدها عن رائحة والدها التي ستبثها الحياة
وهنا تتناص الشاعرة مع قصة قميص يعقوب في قصة يوسف عليهما السلام وكأنما تريد معجزة توصلها إلى حيث والدها وأهلها تتقول

أين ريحكِ ؟
كي أتحسس روحي
من يلق بقميصك
يا أبي على حزني ؟
فيأتيني فرحاً قلبي ولكن لا جدوى ولا بارقة أمل للقاء قريب
فتعود للتناص ثانية وهه المرة تستدعي قصة صبر أيوب تقول
يا صبرَ أيوبَ؛
أين أنا ....؟
من فضائلِ صبري..!
فوضى الحنين ؛
عَمَّتْ في
غربتي
قصائد الشوق ؛
بلا حول مني
بقوةٍ تكتبني
ليتها ...
من رحمِ الغيابِ
تحررني ...
وإلى حضنِ الحنان تردني !

الخاتمة
الشعر تجربة وإحساس وقد عبرت عنه أديبتنا بكل صدق ومعاني الإخلاص.
فقد يئست أديبتنا فتتمنى أن تحوز فضائل صبرها على البعد والغربة فترميها إحدى المعجزات في حضن وطنها لتهنأ مع حبها الاول والديها وتنعم معهما بالدفء العاطفي بعد أن وضعتها الغربة في براد الجفاء وآلامه
صورتأديبتنا مشاعرها الملتهبة هفي رمز لكل مضطهد مشرد بعيد عن ثرى وطنه وشمس أهله
واود أن أختم مقالتي بأمنيات عذاب لكل مغترب عن وطنه يعيش مسبرة عذاب بالعود إليه والعيش في ظله برغد مع الأهل والأحباب .
(قراءة في قصيدة نداء الروح ) بقلم الشاعرة والناقدة خلود أبو ريدة Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.