اذهب بكلك إليها أو لا تذهب بقلم مصطفى الحناني المغرب

اذهب بكلك إليها أو لا تذهب
لا شيء يحتمل الإنتظار
لا مائدة أمك في مساء الشتاءات الطويلة
ولا مزهرية الياسمين البري على جدارها العتيد
تشفيان غليل الغياب في صدر حقيبتك الخشبية
هيء لها قنينة من عصير توت دمك
أفرش لها قلبك بساطا وديعا
لتأتيك بأقدامها حافية

•••••••••

اعتصر لها من جبينك القمحي جعة من ماء عيونك
فلا خمرة تثملها غير ذبولهما وقت تطل من شرفة الخيال عليك
وأدر لها شفاهك أقداح راح معتق
فلا نصيب لك الليلة من الصحو
لا غفوة في حضرة عطرها اليسكن ألمك

••••••••••

أيها الغريب كشمس في بلاد الأسكندناف
نورك باهت كظل على جدران الطين
يابس أنت كخروب في صحراء تومبوكتو
وأبله كالزين في رواية الطيب صالح
مالح كوليمة لأعشاب البحر لحيدر
وموجوع كرسالة في جيب جندي مجهول الهوية في جيش بونابارت

••••••••••

أدر وجهك نحو الله في نهديها قبلة
وتيممهما صعيدا للصلاة عليك
وطف بكعبتها
كما تطوف خنفساء المسخ في رأس كافكا

••••••••

الليلة ليلتك ولا حصة لك من النوم
بكفين من قصب السهاد المؤرق
اجمع كل هواء شهقاتك لها
خزن لها نفسا عميقا
لإشعال ما انطفأ من حرائق الجسد

••••••••

وبرأس محاصر بالأشواك والنوايا كأفعى
أطل عليها بالظنون ودعها تظن كما تشاء
قل في سرك : " إن بعض الظن إثم "
وأنت آثم به في الحب
الأشواق أشواك جارحة
والنوايا اكتئاب حاد
توزعه الريح على الرمل
كإله عادل في ميتولوجيا بلاد الإغريق القديمة

••••••••

أنت لا نصيب لك منها الليلة
غير بهيم عطر سواد قاتم الحلكة
خاوي صرحك كحطام دير مهجور
تسكنه فئران كثيرة خائفة
وثلاث من إناث البوم
كحفريات ما قبل آرم ذات العماد
في زمن احتلت فيه كل البلاد.
و أصبح الورد الكاذب معشوق العباد
ولا حدود للزيف في ترويج البراباغندا
ولا خدود للخجل يا فان كوخ في اللوحة
حين يتناسل في رحم كيس ألوان الأشياء كلها
وهم يلبس جلد وجه الحقيقة

الزيف اختناق الوعود المضللة في صدر الفراشات
والفراشات أضاعت حاسة شمها
لتشابه مخيف في عبق العطور

•••••••••

اذهب بكلك إليها أو لا تذهب
لا شيء يحتمل الإنتظار
لا مائدة أمك في مساء الشتاء
ولا مزهرية الياسمين البري على جدارها العتيد
تشفيان غليل الغياب في صدر حقيبتك الخشبية
هيء لها قنينة من عصير توت دمك
وافرش لها قلبك بساطا وديعا
لتأتيك بأقدام حافية
ولسان حالها يقول :
هيت لك وحدك ..
أنت أيها الأسمر البعيد ....!!