القراءة بين الحضور والغياب عربياً استطلاع : نوار الشاطر سوريا


"اقرأ" ليست مجرد كلمة عابرة؛ إنما هي مفصل جوهري في تاريخ الإنسانية جمعاء ،فهي أول كلمة تنزل بها الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجاءت تسمية القرآن الكريم مشتقة من الفعل (قرأ) ليصبح كتاباً خالداً للجميع يقرأ على مر الزمان. 
القراءة هي فعل وجداني وضرورة وجودية لأنها الوسيلة الأولى للبحث وللتفكر والمعرفة والأساس لبناء فكر الإنسان وشخصيته ولا يقتصر معناها على القراءة البصرية للكتب إنما القراءة هي فعل عميق عندما تتفاعل فيه الحواس كلها والقلب والروح أيضاً ليستنبط الإنسان ككل متكامل معاني وجوده على هذه الأرض 
والغاية من استخلافه فيها ،وعندما تكون القراءة هادفة وراقية وبعيدة عن التعصب حينها يشحن المرء نفسه بالمعاني والقيم الإيجابية والقواعد الصحيحة ليعمر حياته بطريقة سليمةوصحيحة .
لكن هل نحن فعلاً أمة إقرأ ؟ وهل سعينا للقراءة حقاً ؟ 
قبل حرب 1967 نشر وزير دفاع الكيان الصهيوني موشيه دايان كتابا عن خطة اليهود لغزو سيناء وبعد انتهاء الحرب سُئل: كيف نشرتم خططكم العسكرية ألم تخشوا أن يعرفها العرب فأجاب: {إن العرب لا يقرأون.. }.
تشير الإحصاءات إلى تراجع نسب القراءة في البلدان العربية بحسب تقرير التنمية الثقافية، الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، إذ يبلغ معدل قراءة الكتب للمواطن العربي 6 دقائق سنوياً، في مقابل 200 ساعة في الغرب وفي حين يقرأ كل 20 عربياً كتاباً واحداً في السنة، يبلغ معدل قراءة الأميركي 11 كتاباً والبريطاني 7 كتب أي أن كل أميركي يساوي 220 عربياً وكل بريطاني يساوي 140 عربياً.
على الرغم من انتشار الكتب الإلكترونية وسهولة الحصول عليها نظراً للتكلفة المادية الأقل عن نظيرتها المطبوعة إلا أن أرقام تنزيل الكتب عبر الإنترنت في العالم العربي غير مشجّعة على الإطلاق، حتى تكاد تكون معدومة.

كل ما سبق يقودنا إلى جملة تساؤلات:
•القرءة هل هي ضرورة أم رفاهية ثقافية في ظل واقع مفعم بالحروب وما تجره من ويلات ؟
• عربياً ما هي نوعية القراءات التي نحتاجها من أجل نهضة مجتمعاتنا ؟ 
•هل القراءة الالكترونية وتداول الكتب الرقمية أتاح للمواطن العربي فرص للقرءاة بأقل تكلفة مادية ؟ وسببت تراجعاً لنسب القراءة الورقية ؟ 
• كوننا نعيش في عصر ثقافة الصورة وطغيان الوسائل المرئية من ( تلفاز ،سينما ، وسائل التواصل الاجتماعي) هل سبب ذلك تراجع للقرءاة ؟
• ما المقترحات لتفعيل أمة تقرأ ....لتقرأ ؟

حول ذلك استضفنا نخبة من القراء العرب وكانت 
لهم هذه الأراء شاكرين لهم حسن تعاونهم :

القراءة فرض رغم أنف تاركه
الأديب والشاعر أحمد الشيخ علي /سورية
القراءة أحرى بالمسلم من غيره من البشر، لأن ربه جل وعلا افتتح خاتمة الرسالات بِـ "اقرأ" . 
والقراءة السبيل الوحيد للمعرفة والإنسان بدون معرفة ميت سريريا. 
والقراءة تضيف للعمر أعماراً وللفكر أفكاراً....

نحتاج أن نقرأ في القرآن بقلوبنا وعقولنا وجوارحنا كأساس للهدى والوعي، ثم علينا أن نكثف من القراءات التربوية والنفسية والعلمية، كما علينا أن نثري معلوماتنا عن الآخر لنعرف كيف يفكر وما الذي يُعده لنا.. 
القارئ أشبه بمستودع يتيح لدخول الأشياء إليه وليس له سبيل لأن يعطي، المشكلة ليست في القرءاة الإلكترونية أو الورقية ، المشكلة في تفعيل ما نعلم وليس في كيفية ما نعلم، صحيح أن نسبة الأمية مخيفة في العرب والمسلمين ولكن لو عمل الذين يعلمون بما علموا لصرنا في خمسين سنة في مصاف الأمم المتحضرة.

القراءة في رأيي ليست حرفية أو صوتية بل هناك قراءات صامتة أبلغ بكثير من الحرف والصوت، وتؤديها الصورة سواء الإبداعية منها أم الطبيعية، كما أنني أرى في وسائل التواصل روافد معرفية تواكب مستجد الحاضر أحيانا أكثر من الكتاب الورقي أو الإلكتروني، ولكن الأهم من هذا هو التحقق من المعلومة الوافدة عبر هذه الوسائل وقد يتعذر هذا على الكثيرين.
البيت العربي ليس بيت قراءة في عمومه وهذا ملمح لا أجد من ينفي وجوده. 
القراءة إن لم تكف رغيف المائدة فلا أمل من الآكلين.
القراءة فرض رغم أنف تاركه.
القراءة طاعة لله تعالى واحترام للذات وتحصين للهوية.
القراءة حياة.

القراءة يجب أن تكون منتقاة لترتفع بأصحابها عاليا ولا تدعهم على هامش الحياة
الشاعرة والناقدة خلود أبو ريدة
/ فلسطين

بداية لا بد من الإشارة أن القراءة غذاء العقل والروح بها نسمو ونعانق الشموخ
أضف إلى ذلك أنها أمر رباني وأول آي كتابنا العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه كانت (اقرأ) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهميتها وضرورة الحرص عليها وتوجيهها التوجيه السليم حتى تخرج نشأ سليماً.
القراءة ضرورة بشرية وليست رفاهية ثقافية .
فهي نبراس العقول وسبيل الوصول وحصن يحصننا من الأفول.
القراءة يجب أن تكون منتقاة فهي التي ترتفع بأصحابها عاليا ولا تدعهم على هامش الحياة
إن القراءة الموجهة ضرورة بشرية وليست رفاهية ثقافية وبخاصة في زمن الحروب فأنت تستطيع قراءة خصمك وتأمن شره ووقوفه ضدك. 
بكلمات قليلات نحتاج إلى القراءة الهادفة التي تنهض بالمجتمعات فتعانق بنا الشموخ وتبعدنا عن السفاسف 
إن ابناء مجتمعاتنا يجب أن يكونوا قارئين متعمقين عقلانيين يميزون الغث من السمين ليعودوا مجداً تليداً ضيع من سنين.
ساهمت القراءة الإلكترونية في تسهيل الحصول على المعلومات فوفرت الجهد والوقت اضف إلى ذلك أنها لا تحتاج إلى ماديات
لذا أحدثت تراجعاً في نسبة الرجوع إلى الكتب الورقية مع أنها في رأيي هي الأساس
فهي للمعلومة أمهات.
ربما سببت وسائل تراجعاً في نسب القراءة غير أن من يعرف قيمة القراءة لا ولن يتنازل عنها أو يتخذ بديلاً لها وأزعم أن هذا يرجع إلى نظرتنا إلى القراءة وأهميتها في بناء الفرد والمجتمع معاً.
إن خلق جيل يقرأ يحتاج إلى تضافر الجهود بين الأسرة والمجتمع فالأسرة يجب عليها أن تهتم بأبنائها وتغرس فيهم حب القراءة صغارا بالتشجيع والتحفيز .
على الأبوين أن يكونا القدوة الحسنة لأبنائهم فالابن يقلد والديه لذا فنوعية القراءة وقيمتها عند الصغار 
هي من مهمة الوالدين
فإذا خرج الولد إلى المجتمع يخرج ثابتاً متسلحاً بسلاح قوي ينهزم أمامه دعاة القراءات الغثة
ومن يقللون من شأن القراءة
ومن هنا ننطلق إلى أهمية المجتمع في تشجيع القراءة بتوفير المكتبات العامة والأندية الثقافية وتشجيع النشاطات الشبابية التي تشعل جذوة حب القراءة وتوقدها
إن الدولة كذلك تقف مع المجتمع جنباً إلى جنب
فتعزز الجهات الداعية إلى القراءة وتضع قوانين تحد من انتشار الكتب الغثة
التي تطيح بالأخلاق وتنزل بها
وفي رأيي إن كل منا ملقى على كاهله تصحيح مسار القراءة
فالأسرة تصحح ابناءها
والمدرسة توجه طلابها
والنادي يشجع مرتاديه وهكذا حتى نصل إلى رأس الهرم
فإن صلح وصلنا القمم.

المطالعة سر من أسرار بقاء الأمم وشعوبها وتطورها
الصحفي محمد بدوي مدير تحرير جريدة الحياة / الأردن
القراءة لم ولن تكون رفاهية أبدا بل القراءة والمطالعة سر من أسرار بقاء الأمم وشعوبها وتطورها فأمة لا تقرأ أمة ستصل إلى مرحلة اللاعودة. القراءة حياة وثقافة ومعرفة.
أعتقد جازما بأن قراءة كافة أنواع الثقافة والعلوم والإقتصاد ضرورة لمعرفة ماذا يجري حولنا وماذا سيجري في العالم اليوم وغداً فالقراءة ليست تخصص ولن تكون.
أعترف أن المواقع الإلكترونية ساهمت في تراجع نسب الإقبال على مطالعة لصحف الورقية لكن هناك من يرفض المواقع الإلكترونية وأخبارها وتقاريرها ويصر على مطالعة الصحف الورقية.
المشكلة أن الأغلبية من هذه الأمة أعتبرها أمة تقلد ويا ليتها تقلد التطور لكنها تطور الجهل هذا من ناحية مواقع التواصل الاجتماعي إما من ناحية إطلاق الإشاعات واخبار كاذبة إلخ.. أما التلفاز والسينما فقد ساهما فعلا من خلال ما يتم عرضه أحيانا من أعمال لا تحترم عقل المشاهد في تراجع نسب الإقبال على القراءة .. لكن هذا لا يعني أنها ساهمت في تراجع الإقبال على القراءة. 
فالتلفاز والسينما ومواقع التواصل الاجتماعي تشير لنا أحيانا بتاريخ ومعرفة وعلم والمشكلة أن نوعيات من أبناء هذا الوطن أضحوا يميلون لكل ما هو ضحل ويقلد الآخرين من الجوانب الضحلة.
نفعل القراءة من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية والمدارس والجامعات علينا أن ندعو وندعو إلى العودة إلى القراءة والمعرفة والتذكير بأننا أمة إقرأ.

القرءاة الورقية تتيح للقارئ معايشة الكتاب والاندماج مع الكاتب
الأستاذة/ عهود العايد الرسي
معلمة لغة عربية / السعودية

القراءة من أهم وسائل التعلم الإنساني والتي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، فهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله.. لذلك فهي ضرورة في واقعنا المعاش.
يتوجب على جميع الأفراد معرفة تاريخ المجتمع؛ فأنا أرى دراسة التاريخ واستخلاص ما فيه وإدراك عوامل النهوض والتعثر هي من أهم أدوات الارتقاء بالمجتمعات.
بالتأكيد وفرت الكتب الإلكترونية فرصا للقراءة بأقل تكلفة مادية .. وسببت تراجع لنسب القراءة الورقية؟ لا أعتقد أنها سبباً في تراجع النسب للقراءة الورقية لأن الكتاب تبقى له أهميته في جميع العصور.. من وجهة نظري القراءة الورقية تساعد على الفهم والتركيز أكثر من القراءة الإلكترونية لأنها تتيح للقارئ معايشة الكتاب والاندماج مع الكاتب.
ليست الشاشة هي التي تهدم عملية القراءة العميقة، إنه إغراء الإنترنت فالشاشات ليست معلقة على جدران البيوت فقط بل هي في كل مكان في الجيوب في الحقائب في العمل في البيت على أسطح المكاتب تكاد لا تفلتها الايادي ولا تبتعد عنها العيون ، إن ثقافتنا تنجرف أكثر وأكثر لحُمى إدمان الإنترنت ومواقع التواصل ، وفشلنا في تخفيف تأثيرها بشكل صحيح.
تكثيف معارض الكتب وجعلها في متناول الجميع 
تواحد المكتبات العامة أيضاً من الأمور التي يحتاجها الأفراد.

القراءة النهضوية هي قراءة تجارب الشعوب المتقدمة من أجل أن تبرز شعوبنا إلى مستواها
أ. زيد الفقيه.. قاص وناقد ووكيل الهيئة العامة للكتاب / اليمن
الناس في البلدان الأكثر تخلفاً يرون القراءة رفاهية مفرطة وليس لها حاجة في الأجندة الاجتماعية الشعبية أو الرسمية ، أما في البلدان المتقدمة أو الناهضة تُرى القراءة ضرورةً ملحة لما تقتضيه حاجة الشعوب إلى الرقي والمواكبة العصرية ، واللحاق بالركب الحضاري المتسارع حتى وإن أفعمت بالحروب وويلاتها لأن القراءة والوعي هي السبيل إلى الخروج من براثن هذه الصراعات .
القراءة عند المثقف لا تبوب فهي مفتوحة ، لكن هناك القراءة الاختصاصية التى يقرأها الفرد في مجال اختصاصه وهي الأكثر أولوية لدى الفرد ، وهناك القراءة الموجهة التى يقرأها الإنسان من أجل أن يوجهها إلى غيره بأي وسيلة من وسائل الاتصال الحديث ، أما القراءة النهضوية فهي _ من وجهة نظري _ قراءة تجارب الشعوب المتقدمة من أجل أن تبرز شعوبنا إلى مستواها .
لقد وفرت الكتب الإلكترونية فرصا أكثر للقراءة وبأقل تكلفة واستطاع الباحث العربي الاطلاع على الفضاء العالمي للقراءة دون أن يتجشم عنا السفر والمتابعة والبحث لكنها لم تسبب ذلك التراجع الكبير _ في الوقت الحالي _ للقراءة الورقية خاصة عند كبار البحاثة في الجامعات العربية ومراكز البحث العلمي العربي .

لدى الإنسان المنظم الذي يضع لنفسه برنامجا يوميا لم يسبب تراجعا في قراءاته لأنه يعطي كل وسيلة من هذه الوسائل حقها في المشاهدة والتصفح ، لكن أولئك الذين ليس لديهم برنامجا منظما لحياتهم اليومية بالطبع تأخذهم ثقافة الصورة وتسرق منهم جل وقتهم دون الالتفات إلى غيرها . 
هناك مقترحات كثيرة لكنني أرى أهمها هي : 
_ الاهتمام بالقراءة المفتوحة لدى الناشئة في المدارس . 
_ الاهتمام والرعاية الرسمية للبحث العلمي . 
_ تشجيع القراءة في أوساط الشباب في الأندية الرياضية والمخيمات الشبابية الصيفية . 
_ رصد جوائز خاصة بالقراءة في الجامعات والمدارس . 
_ الاهتمام الجاد بالمكتبات العامة وفتحها في كل حي ، بالإضافة إلى المكتبات المتنقلة . 
_ فتح المكتبات في المرافق الشبابية مثل : الأندية الرياضية ، والمتنزهات والاماكن المفتوحة .

إنشاء نوادي القراءة وتلخيص الكتب يشجع على القراءة
الشاعرة د. ناريمان إبراهيم / غزة -فلسطين
القراءة طبعا ضرورة لأنها زاد العقل وهي الرافد الحقيقي لثقافة الإنسان وقدرته على تلقي العلوم والمعارف المختلفة ، على الرغم من أن هناك تراجع في عدد القراء يعزو إلى الأوضاع السياسية التي تعصف بالعالم العربي وإلى الحروب التي تجعل من القراءة حاجة كمالية لا ضرورة لها أمام احتياجات المواطن التي تضمن بقاءه وأولاده على قيد الحياة
كل قراءة تنفع العقل مفيدة بأنواعها ما عدا القراءة المسمومة التي تهدف الى تفريغ ثقافتنا من العقيدة والدين والعلوم النافعة في الدنيا والآخرة
أتاحت القراءة الإلكترونية الفرصة للقراءة في بعض الأحيان بعد أن أصبحت الهواتف الذكية متاحة للجميع الذين تحولوا إلى مدمني لوسائل التواصل الإجتماعي، 
وهناك تراجع في قراءة الكتاب الورقي المطبوع بعد أن ارتفعت كلفة صناعته بشكل غير مسبوق نتيجة الأزمات الإقتصادية التي تهدد العالم. 
إلا أن الكتب الإلكترونية لا تغني عن الكتاب المطبوع فهو أكثر حميمية وقرب من الروح. 
نعم الغزو الالكتروني وطغيان الوسائل المرئية هو أهم أسباب تراجع القراءة الرقمية. 
من المقترحات تفعيل دور المدارس والمكتبات في غرس عادة القراءة للتلاميذ منذ الصغر .
وإنشاء العديد من نوادي القراءة على غرار نادي زها الذي تم تأسيسه من قبل أديبات ومثقفات في قطاع غزة بالتعاون مع مدارس الغوث والهلال الأحمر الفلسطيني لمجموعة من الأمهات والطلبة للتشجيع على القراءة والأنشطة المتعلقة بها مثل تلخيص الكتب والقراءة الجهرية والصامتة وما إلى ذلك من نشاطات.

القراءة تعتبر الماحي رقم واحد للآثار و الذبذبات السلبية للكائن البشري
الكوتش محمود بن علية مدرب وخبير الطاقة / تونس
في ظل هذا الواقع المرير و ما يتكرر فيه من مآسي يمكن للقراءة أن تلعب أدوار عديدة فلا تكون ضرورة فقط للهروب بل يمكن أن تكون صديقا وفيا.
إذا اعتبرنا القراءة رفاهية ثقافية وفنية فهي فقط رؤية من زاوية الناظر إليها كذلك بل في الحقيقة هي أعمق من ذلك بكثير .
القراءة في الأصل ضرورية لكل حاجيات الإنسان الفكرية و على المستوى الطاقي كذلك فهي أكبر مساهم في رفع مستوى الوعي و التركيز لدى الإنسان كذلك تعتبر الماحي رقم واحد للآثار و الذبذبات السلبية للكائن البشري..ذلك أن عملية تركيز العينين على ما هو مكتوب من سطور يجعل العقل الواعي يستمد القوة من العقل الباطن و يوقظ الحس الادراكي فيه للعديد من الأمور و في ذلك برمجة سريعة و نظيفة و رمي للفضلات الفكرية في الفضاء الخارجي و هنا تنتهي مهمتك انت كإنسان و يأتي دور الكون في رسكلة تلك الذبذبات و إعادتها على شكل أشياء جميلة.
القراءة صديق وفي في هذا الزمن و تجعلك أقل احتياجا للأطباء النفسيين و غيرهم خصوصا إذا واضبت على النص الديني المتبع.
و أخص بالذكر أن القرآن الكريم من أعظم الكتب التي يمكنك قراءتها و الاستفادة منها سواء مسلما كنت أو غير مسلم...
فهو يهدي إلى الرشد من الأمور... قد تسألني طالبا نصيحة تتبعها في القراءة 
اقول بكل بساطة أقرأ كل يوم من سبعة إلى تسع صفحات ورقية و عود نفسك على ذلك ستجد متعة لا مثيل لها على مواقع التواصل الاجتماعي و غيرها لأنك ستجد روحك هناك و تحل أعظم المشكلات فترتفع درجة وعيك و تخرج للعالم بثوب جديد ..ثوب طالما حلمت ان تلبسه و لا تعرفه...ثوب تراه في عيون المشاهير...ثوب نادر الوجود و لا يباع في أرقى المحلات التجارية و لكن استطيع ان أدلك على طريق يؤدي إليه
القراءة.
من هنا تستطيع وحدك إدراك أن القراءة ضرورة و رفاهية ثقافية و فكرية كذلك هي بوابة علاجية و متعة نفسية تجعلك ترتقي و ترتقي و ترتقي.
نحن كعرب بصفة عامة نستقبل جميع أنواع القراءات لأنه بالفطرة لنا السبق في هذا المجال و غيره من المجالات و لكن التعتيم و التضليل الذي صار منع العديد من الفئات العمرية من مواصلة هذا النشاط.
مجتمعاتنا بالحاجة للعودة إلى قراءة القصص والروايات 
مجتمعاتنا العربية بالحاجة إلى تعلم أصل الموجودات و ربطها بعد ذلك بالمعتقدات حتى تعم الخيرات و تذهب الويلات
مجتمعاتنا العربية عموما في حاجة لتغيير مسارها الفكري نحو شلال الحب و السلام 
هذا الشلال ماؤه بطعم الاحترام و المساواة تستسيغ فيه مذاق فاكهة مصر و تمر تونس و زيتون فلسطين تجد فيه حلاوة الشام و طيبة جزيرة العرب و حفاوة أهل المغرب تجد فيه فول السودان و زهر الجزائر و الريحان ..لما ينحدر ماؤه تسمع فيه صوتا لا مثيل له من الأصوات...تسمع فيه صوت الحضارات...ما مضى من الثقافات و ما هو موجود الآن و ما هو آت.
مجتمعاتنا بالحاجة لتعلم فنون الطاقات حتى تعود للمسير رقم واحد و المعلم في شتى المجالات. 
أود أن أقول قبل كل شيء 
و خير جليس في الأنام كتاب
لا أخفي أن الكتب الرقمية يمكن أن تكون سببا في تراجع القراءة الورقية و لكن في نظري عدم وعي الشعوب بأهمية القراءة الورقية هو السبب الأول ناهيك عن العزوف و التذرع بإضاعة الوقت...نجلس لساعات طويلة في المقاهي و المطاعم و الطرقات و في أماكن العمل و نسافر كذلك في متعة عارمة و لكن بمجرد ذكر كلمة كتاب تجد الأغلب يقرأ صفحة او صفحتين فيتثاءب مطلقا صفارة إنذار القلق و النوم و غيره.
حسب تجربتي العلاجية مع العديد من الأشخاص..حين تأخذ بيده و تعلمه أهمية القراءة الورقية بعد اسبوع تقريبا يصبح محبا ثانية للكتاب و بالمتابعة من حين لآخر تزداد حلقة تقبله للأمر و يصير مقبلا بشغف على القراءة.
أستطيع قياس ذلك الأمر بالسعادة التي تبدو على وجه
أما بالحديث عن التكلفة المادية ليست عائقا في نظري لأنه بوجود مكتبات في شتى الدول تستطيع امتلاك حصص فكرية منها لا حد لها و لا حصر
المميز في القراءة الورقية انه بملامسة الكتاب باليد و تركيز حدقة العين على السطور تفتح دورة ذهنية فتنتقل المعلومات من الكتاب للعين مرورا بأوعية الجسد لتفتح الخزانات الفارغة في العقل و من ثم تملؤها بالمعلومات التي قمت بقراءتها.
و كلما ازداد شغفك بالقراءة كلما أصبحت حاد الذكاء و على مقدرة لفهم ما يدور حولك بسرعة الضوء. 
لذلك أنصح الجميع بالعودة إلى القراءة الورقية و تخصيص وقت للمكتبات كما هو الحال في تخصيص وقت للمقاهي و المناسبات.
أما لمن تتوفر لديهم المقدرة الشرائية فأعظم ما تقوم به هو الحصول على مكتبتك الخاصة ببيتك فوجود هذه الكتب ملهم لك و لكل الأفراد الموجودين معك و بالتجربة. 
الفاعل الأول و المغير لما يحدث للإنسان هو الإنسان في حد ذاته..
بمعنى آخر أن ترك الإنسان خيار القراءة فهو في الأغلب بموجب ذاته...لا سيما دور الوسائل الحديثة في ذلك من سينما و تلفاز و غيره.
لكن حتى في ظل هذا الزمن تجد العديد من الناس متمسكا بالقراءة.
لاحظ في الدول الأوروبية مثلا...تجده جالسا في مقعد القطار و يقرأ...يترشف قهوة الصباح و يقرأ...يجلس على كرسي قبالة البحر و يقرأ...
متكئ على جذع شجرة في حديقة عامة و يقرأ...
إلا يملكون تقنيات حديثة؟؟
بلى يملكون و لكن على دراية بأهمية ثقافة قارئ الكتب من غيره...
فالأهم هو الدور التوعوي للشعوب العربية حتى تعود لهذا النبع الفياض من الخير.

المقترحات عديدة و عديدة منها ما هو شخصي و منها ما يكون بدعم من الحكومات و منها ما هو دور العالمين بالمجال .
من ضمن المقترحات تشجيع الاستثمار في هذا المجال اي القراءة...
و فتح أكبر عدد من المكتبات في الدول العربية لتكون متنفس العارفين و قبلة العازمين على تغيير ذواتهم من الحسن إلى الأحسن.
كذلك التشييد و التعريف بأهمية القراءة من قبل المختصين في هذا المجال من أطباء و معالجين و أساتذة و معلمين في اي اختصاص كان
القيام بحملات تحسيسية بجوائز رمزية و هذا دور الجمعيات و المنظمات في تفعيل مثل هذه النشاطات

و الأهم و الأهم و الأهم دورات تدريبية و محاضرات تفصيلية لفهم و شرح طرق عملية و سريعة للوصول إلى مفهوم القارئ المحترف 
لأنه بتحقيق ذلك ترتفع نسب الوعي الجماعي و تصبح مجتمعاتنا مكتسبة لطاقات عالية ما يسمح لها بالمساهمة حتى في تقليل نسب الجرائم و قضايا المحاكم و غيرها...
لأنه بارتفاع الوعي تنحدر الآثام و الآلام...
و تزيد لحمة الشعوب و تقربها من بعض...
مهمة الآباء كذلك و الأمهات بتوعية الأطفال و زرع حب القراءة فيهم حتى يكون الجبل القادم جيل النخبة و قادر على الإمساك بزمام الأمور نحو التغيير...
تغيير مسار باتخاذ قرار...القراءة

ضعف القوة الشرائية لدى المواطن العربي سبب تراجعاً في القراءة الورقية
الشاعرة والكاتبة نوال القليسي / اليمن
تعد القراءة ضرورة ملحة سواء في واقع مفعم بالحروب أو ينعم بالسلام ، ذلك لأن القراءة جزء لا يتجزأ من تكوين المجتمعات التي تتمتع بقدر عال من النضج والوعي الفكري والمجتمعي .
كما يقال من كل بستان زهرة ، فالقراءة المتنوعة تعمل على اذكاء الذهن وتنمية مداركة سواء كانت في الكتب العلمية أو الثقافية أو الاقتصادية أو التربوية ، لذا يجب على الأمة العربية أن تقرأ في شتى مناحي العلوم والمعرفة الإنسانية والفكرية.
قد يكون هذا سبب من الأسباب ولكنه ليس سببا محوريا أو جوهريا ، فالعالم بات قرية صغيرة والثورة الإلكترونية أحدثت تطورا ملحوظا في القراءة الرقمية والتواصل عبر بوابات التقنية الإلكترونية ، وسبب تراجع القراءة الورقية يعود إلى ضعف القوة الشرائية لدى المواطن العربي خصوصا القابع تحت مربع الحرب وويلاتها والكوارث الاقتصادية التي أكلت الاخضر واليابس . 
الإدمان على وسائل الصورة المرئية كالتلفاز والسينما ، وغيرها سبب تراجعاً في القراءة وأضعف الذائقة الذهنية لدى المواطن العربي للقراءة والمطالعة وابتكار المشاهد الذهنية من قريحة مخيلته وهذا ما أضعف النتاج الفكري والإبداعي والابتكار لدى المجتمعات العربية على وجه العموم. 
المقترحات لتفعيل أمة اقرأ لتقرأ :
_ أقامة النوادي العلمية والأدبية من أجل التشجيع على القراءة والمطالعة . 
_ الاهتمام بمعارض الكتاب وإنعاش ديمومتها خصوصا في البقاع القاطنة تحت مظلة الحروب وويلاتها . 
_ تشجيع المواطن العربي على القراءة من خلال بناء طرق سهله للوصول للكتاب عن طريق المكاتب الإلكترونية ، وكذلك المكاتب المتنقلة ، وابتكار طرق ترغيبة وتوعية حول أهمية القراءة والمطالعة .

أجهزة التواصل ملأى بالغث والسمين والمواطن العربي على الأغلب يقتنيها بقدر الانجرار وراء اللهو
ابراهيم المرعي شاعر ومدرس للغة العربية / سورية
القراءة هي الضرورة الملحة جداً والتي نحتاجها لننتج مجتمعاً واعياً لكلّ مايدبر له
الجهل هو التربة الخصبة لكلّ مانحن فيه من ويلات كعرب 
الجهل ماشاب شيئاً إلا وبالغ فيه وزاد من ضرره 
الدين مع الجهل تطرّف وإرهاب الجهل مع السلطة استبداد وظلم
الجهل مع المال تهور وجريمة 
فهذا إن أشار إلى شيء إنما يشير إلى الحاجة الملحة لفعل القراءة للمجتمع العربي .
العقول التي تقرأ لا تهرم 
القراءة فعل قوة .
مايحتاج العرب لقراءته أولاً القرآن الكريم والدليل خشية الغرب منه وهو المحرّض الأول للقراءة إذا كانت الكلمة الأولى منه في النزول اقرأ.
قراءة التاريخ النقي وأساطير هذه الأمة (سيرة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم،صحابته الكرام، أعلام هذه الأمة على اختلاف مشاربهم مع الحرص على انفتاح العقل العربي على المفيد من الثقافات الأخرى..
القراءة الألكترونية جعلت القراءة بمتناول اليد لكنها لاتغني عن الورق وحنينه ودفئه مع الأخذ بالحسبان أن أجهزة التواصل ملأى بالغث والسمين والمواطن العربي على الأغلب اقتنى هذه التقنية ليس بدافع القراءة بقدر الانجرار وراء اللهو وإشباع ذلك الجوع والرغبات المكبوتة غير المهذبة بتربية وأدب..
وسائل التواصل هي عامل رافد لتعزيز القراءة ولكن بنسبة ضئيلة وهي عامل تراجع بنسبة كبيرة كونها تجاور بين الدسم والسم وماأسرعنا باتجاه الفتنة ومايلائم كسلنا فهذه الوسائل مولود غربي كم نقضي من الساعات عليه على حساب العمل وتقدّم هذه الأمة فالفيس لوحده يحتاج لعمرٍ ثانٍ والأداة مهما كانت مفيدة تحتاج ليد واعية مميزة .

-أقترح لتفعيل أمة إقرأ :
إعداد الناشئة بمدارس ومعاهد تسير على خطط وبرامج تعرف ماتريد .
إكرام المواطن العربي باحترامه كإنسان وعدم حرمانه من مجمل حقوقه المسلوبة وإشباع حاجاته الأساسية لينفتح هذا العقل على بحار العلم .
تكريم العلماء ومن يشتغل في حقل القراءة لإعطاء النموذج والقدوة للجيل .
اعتماد ثقافة الحافز والتشجيع لدى الناشئة الوهوبين 
احترام فعل القراءة على أنه جدير بالاحترام وبأن صاحبه له مكانة وميزة عن غيره والتخلص من ثقافة القراءة ماتطعم خبز
بناء الإنسان بصدق من القاعدة إلى القمة .

بالنسبة لمجتمعنا نفضل القراءة الواقعية و الجادة لحياتنا
الشاعرة زهور الطليكي / المغرب
القراءة متعة للنفس و غذاء للعقل وفن انساني و لغة تواصل تهدف إلى تنظيم العقل.
قيل لارسطو كيف تحكم على انسان؟
أجاب: اسأله كم كتابا يقرأ و ماذا يقرأ ..! 
القراءة ليست زمناً ترفيهيا نقضيه صحبة كتاب بل ضرورة
حضارية نتواصل عبرها لفهم 
الآخر.
أمام المد الكبير الذي تحدثه وسائل التواصل الإلكترونية والمرئية حصل تقليل لدور الكتاب الورقي..لكن هذا لا يعني أننا تجاوزناه إلى ما هو الكتروني فالكتاب الورقي له حضوره كمصدر نغذي به المعلومات بالنسبة لمجتمعنا نفضل القراءة الواقعية و الجادة لحياتنا و مايشوبها من انقسامات و حروب
قراءة تمثل شساعة آمالنا و حجم جراحاتنا وتساؤلاتنا.
القرءاة الالكترونية توفر آفاق أخرى في الحياة العلمية..نتمنى استغلاله ايجابيا.

الاهتمام بالطفل ووضعه على طريق الكتاب منذ الصغر ضرورة ملحة
الأديب المهندس غسان سليم /العراق
القراءة فعل ثقافي يومي يتحف العقل ويوسع مداركه ولا ضير أن تكون من حوائج الرفاهية.
بالنسبة لي كانت القراءة وما تزال ضرورة حياتية واستراحة للعقل فقد كان الكتاب رفيقي في الخنادق وتحت القصف. كانت القراءة تمنحنا رفاهية السلام والأمان في ذلك الوقت.
نحتاج تغييرا كاملا في نظام حياة مجتماعاتنا يعتمد العمل الجاد والعقلية العملية كوسيلة أولى للتطوير ، حينها ستكون القراءة تحصيلا حاصلا لتوسع ادراك الفرد وحاجته للمعرفة اكثر فاكثر فالقراءة لا تفرض بل هي حاجة حياتية. 
القراءة في العلوم والدراسات المجتمعية هي الأهم بنظري .
نعم، للكتاب الرقمي فعله، وإن كانت الاجابة كالعادة ... لا أفضل من الكتاب الورقي لكن الكتاب الرقمي وفر المعرفة للكثير ممن لا يستطيعون الحصول على الكتاب لغلاء ثمنه أو لصعوبة الحصول عليه .
إن فيض المعلومات الهادر وسهولة الحصول على المعلومة والابهار الذي تحققه وساىل الاعلام والاتصال الحديثة، حدّ من القراءة التي كانت في فترات سابقة هي مصدر المعلومات الاول والمتعة الوحيدة تقريبا للفرد .
المقترح الوحيد والمفيد من وجهة نظري هو الاهتمام بالطفل ووضعه على طريق الكتاب منذ الصغر ومنعه إلى عمر معين من استخدام الهواتف الحديثة وهذا الأمر جربته مع أولادي ونجح إلى حد كبير .

تحديات القراءة التي انتشرت مؤخراً تعد خطوة مهمة لتشجيع القرءاة
الكاتبة إيمان المازري / فلسطين
تعد القراءة من اللبنات الأساسية للنهوض بالأمم لا سيما قراءة الكتب ذات المحتوى الفكري باختلاف أنواعها التي تعمل على الرقي بالفكر الإنساني إذ تبقى القراءات ضرورة حتى في ظل الحرب لا ننكر التراجع في نسبة القرّاء وذلك لما سببته هذه الحروب في صعوبة الوصول للكتاب بسهولة كما كان قبلها وانشغال الإنسان بما هو أهم كالمحافظة على عائلته وتأمين لقمة عيشه خوفاً من فقر مدقع أصبحت من أولوياته أكثر من بحثه على اقتناء كتاب لكن ورغم هذا تبقى هي ضرورة وليست رفاهية على الاطلاق تبقى أساساً لجيل مثقف يحاول الوصول إلى هدفه رغم ما تجرّه عليه ويلات الحرب.
كما ذكرت سابقاً تبقى الكتب ذات المحتوى التي تحض الفكر الإنساني على التفكر اضافة للكتب الأخلاقية بما يتلاءم مع مجتمعاتنا من أهم ما يمكن أن نتناوله كقرّاءمن أجل النهضة بمجتمعاتنا .
نعم لا ننكر ما قدمته الكتب الالكترونية مما سهلته للإنسان بالحصول على الكتب دون تكلفة مادية تذكر مما أدى نوعاً ما لعدم التفكير بالحصول على كتاب ورقي قد تكون تكلفته تفوق مقدرة الشخص مما يجعله يلجأ للكتب الكترونية ونسخ ال بي دي اف بالاضافة لسهولة حملها بين دفات الجوال .
ساهمت الوسائل المرئية والمسموعة من الحد من القراءة إذا أصبح كل شيء متاح مرئياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من حيث سهولة بث المعلومة دون عناء للوصول إليها أصبحنا في عصر تكتولوجي نستطيع أن نحصل على المعلومة المراد الحصول عليها بكبسة زر 
أما عن كيفية تفعيل دور القراءة من جديد فذلك يتم عن طريق توعية الجيل الشاب بأهمية القراءة لاكتساب المعارف والثقافات ودعمهم من خلال المراكز الثقافية لاكتساب المهارات الفكرية من خلال القراءة كما لاحظت في الآونة الأخيرة عن طريق مواقع التواصل من خلال ما يسمى تحديات القراءة في الكثير من المجموعات تعد خطوة مهمة أيضاً للتشجيع من جديد على القراءة وأهميتها في بناء المجتمعات وتنميتها فكرياً وثقافياً ومعرفياً .

القراءة التي يحتاجها الإنسان هي قراءة علمية وإنسانية وثقافية
د. المهندس : رافع عبد المقصود أستاذ مساعد كلية الهندسة جامعة حلوان / مصر
القرءاة ضرورية.. فهي سبيل للمعرفة وسلوك وطريق وغذاء للإنسان.. ونقل التجارب الانسانية والعلمية إلى قلوب طالبة وعقول عطشة.. تنقلها عندما نعيش ما نقرأ.. فهي فهم عميقٍ عن الحياة بكل صورها.. فلو كان الجميع يقرؤون قراءةً متنوعةً تجمع بين ما هو علمي وإنساني وأخلاقي وروحي لسكنت النفوس ولامتد السلام ولتلاشى العنف ولانتهت الحروب.
القراءة التى نحتاجها هي التي تنمي الإنسان وقدراته فتجعله أكثر معرفةً وسلاما وانتاجاً وتطوراً وابتكاراً وخادمة لغيره في الإنسانية.
القرءاة الالكترونية جعلت الأمر ميسرا ومتاحا.. فعلينا أن نشجع من يكتب عن القيم الإنسانية وعن العلوم المختلفة.. وهناك وسائل عديدة لذلك يمكن أن تبرز ما هو جميل ومثمر.
وسائل الاعلام المرئية سبات تراجعا في القرءاة .. ولكن علينا جميعاً أن نتكاتف لتصبح تلك الوسائل وسيلة لاستجلاب جانب كبير في المعرفة وتطور الإنسان لا أن تكون عنصر إبعاد له عن القراءة من خلال تقديم موضوعات هادفةٍ ومفيدةٍ ومؤثرةٍ، وذلك من خلال مستوياتٍ متعددةٍ وعديدةٍ ومختلفةٍ.
ليكون الإعلام وسيلة لنشر موضوعاتٍ ثقافيةٍ مفيدةٍ ومشوقةٍ وتقديم قيم روحيةٍ وأخلاقيةٍ وإنسانية وبالأخص زراعة القيم الإنسانية والروحية عند الأطفال بالأخص و دعوة رجال الدين مسلمين ومسيحيين للقراءة، دعوة لقراءةٍ متجددةٍ وعميقةٍ في كل ما يفيد الإنسان، وكل ما يطوره روحياً ومادياً؛ فأول كلمة أنزلت في القراءة كانت «اقرأ».

لا بد من قراءة كتب تجارب الدول والشعوب التي استطاعت أن تتحول من واقعها القائم إلى واقع نموذجي
أ. أحلام الدميني.. شاعرة وكاتبة/ اليمن-صنعاء
القراءة من ناحية المفهوم والمبدأ أمر إلهي مطلوب وضروري، وبالتالي، هو أساس ونواة لتكوين شخصية الإنسان والمجتمع من خلال التعليم أو الاطلاع...إلخ، وهو أمر مهم في حياة الشعوب، خصوصاً عندما ينتشر الجهل ولا يكون للناس منهج واضح في أمور دنياهم وأخراهم. لذلك، فالقراءة للفرد والمجتمع، في هذه الحالة التي يعيشها اليمن دولة وشعباً، يعتبر ضرورة أكثر مما هو رفاهيةٌ، بينما عندما تكون الأوضاع مستقرة للدولة والشعب، فإنها تكون مزيجا بين أن تكون ضرورية للاستفادة والتطوير والتنمية ...إلخ وبين أن تكون ثقافة يمارسها أفراد المجتمع في التخصصات والمجالات الثقافية المتنوعة. وبالنسبة لنوعية القراءة المطلوبة من أجل نهضة مجتمعنا، لا بد من قراءة كتب تجارب الدول والشعوب التي استطاعت أن تتحول من واقعها القائم إلى واقع نموذجي ومتميز في كل الجوانب الرئيسية (السياسية-الاقتصادية-الثقافية-...إلخ). والمجالات المختلفة ك (التعليم والصحة والسياحة...)، واقع يكون ناجحا ومواكبا لكل تطور موجود، ويثبت فائدته لتلك الدول والشعوب. 
وبالتالي فنوعية القراءات العامة المطلوبة هي تجارب الدول والشعوب والشخصيات الناجحة والنموذجية...، وغيرها من القراءات الخاصة التي من شأنها أن يستفيد منها الفرد، وتتطور المجتمعات من خلالها، كمجتمعات مدنية أو ريفية لتحسين أوضاعها من خلال المتخصصين والمختصين في مجالات التنمية البشرية أو المستدامة أو الشاملة... إلخ، والتي ستضمن القضاء على التخلف والجهل والمرض والفقر .... إلخ. 
القراءة الالكترونية والكتب الرقمية أتاحت للمواطن العربي فرص الاطلاع وزيادة المعرفة والمهارات والقدرات، في مسارات تنموية متعددة، بأقل التكاليف المادية، حيث وفرت الكثير من الجهد والوقت والمال، وتكرس ذلك مناهج الكليات والمعاهد والمراكز المتخصصة والمتنوعة في الطب والهندسة واللغة والتجارة ...إلخ. 
إلا أن القراءة الورقية مازالت تجد لها نسبة لا بأس بها من الجمهور الذي نجد لديه اهتماما في أن تكون لديه مكتبات منزلية كثقافة عامة أو متخصصة، واحد الأسباب الرئيسية في تراجع المجتمع والفرد للقراءة بشكل عام، خصوصا في القرن الواحد والعشرين، هي الوسائل المرئية كالتلفاز والسينما ووسائل التواصل الاجتماعي، لإنها حققت للفرد والمجتمع مفهوم الإشباع الفكري والمعرفي أو الترفيهي ..إلخ ومن أهم المقترحات لتفعيل (أمة اقرأ) لتقرأ، هو الإنتاج في كل شيء كمحاور معرفية رئيسية أو تشاركية ثانوية، سوى من خلال المعارض الفنية والفعاليات الأدبية أو الأنشطة المدرسية والجامعية أو المكتبات المركزية ودور النشر، سواء كمحاور رئيسية، أو مجالات متنوعة تتعلق بالعلم والعمل، أو تتعلق بهما معاً، ليكون مسار تفعيل (أمة اقرأ) من إنتاجها في كل ما ينفعها وينفع الآخرين للخروج لحياة كريمة وسعيدة في أي زمان ومكان.
القراءة بين الحضور والغياب عربياً استطلاع : نوار الشاطر سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 20 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.