فنون بقلم محمود طارقي تونس


في الصّباح
عندما تُطلّ امرأة من نافذتها لتستقبل الشّمس
يصبح مربّع النّافذة لوحة
خلفيّتها ظلّ يتثاءب على جدار الغرفة...
وعندما تمرّ طالبة
مُسرعة
وقد انزاح أحمر الشّفاه عن حدود شفتها العليا قليلا
لأنّها خطفت قبلة من خدّ والدها على الباب،
فتلك لوحة...
وعندما يخرج الأطفال إلى المدارس
ويشقّون الطّرقات بهدوء
ميدعة زرقاء للذّكور
وميدعة ورديّة للإناث،
فتلك لوحة...
وعندما تمرّ عجوز على وحدتي
وتقول: "صباح الخير"
فذلك شعر،
وعندما أقول لها: "أنت المفضّلة عندي من بين كلّ النّساء"
فتبتسم قائلة: "يا كذّاب"
فذلك أيضا شعر...
وعندما يتقدّم إليّ شحّاذ
تسبقه يده الفقيرة
فأخرج له جيوبي الفارغة
وأقول له: "شكرا لأنّك وثقت في ثرائي"
ونضحك معا من الفقر،
فصوت ضحكاتنا موسيقى...
وعندما يهتزّ عمود النّور في اللّيالي العاصفة
ويرتجف نوره على إيقاع الرّيح،
فتلك أجمل رقصة...
تحت سماء كابتسامة زرقاء تتدرّج نحو الأسود،
الحياة مجانية
وكذلك الفن
فيكفي أن أشير بسبابتي إلى الجمال
وأستمتع به...
سبابتي التي اخترتها لتكون آخر أسماء الإشارة،
عندما أشير إليك.
فنون بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.