مَآلاتُ الفَجيعة ...كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي / العِراقُ
منذُ أَن اغْتيلَ الحقُ والعدلُ في محرابهِ ولا زلنا نشهقُ أنفاسَ الظُلم ونجرّ أذيالَ الخَيباتِ ، نتجرعُ كاسات المُرِّ علقماً نُستسقاهُ على مَضَضٍ ونرتشفُ صديدَ الموتِ المُعتّق كأساً مصبّرةً في أزمنةِ الجور والطغيان رشفةً بعدَ رشفة وغصةً بعدَ أُخرى ، تاركينَ رياح التيهِ تعصفُنا عصفَ الهشيمِ وأعاصير الشتاتِ والتشرذم تدورُ بنا كما يُدار المغزل وتسحقنا سنابكُ خيلِ المُلمّات وتطحننا المآسي والظُلاماتُ طحنَ الرَحى وتقلقنا الفجائعُ والحروبُ قلقَ المِحور ، للهِ كيفََ تطاولتِ الأيدي الآثمةُ فأسقطتْ نجماً لامعاً في أعالي السماءِ !؟ وكيفَ لميزانِ العدلِ أَنْ تحجبَهُ غرابيلُ التشويهِ والتشويشِ الحاكمة في كُلِّ العصور !؟ أَلا سُحقاً وتعساً لقومٍ يغتالونَ الشمسَ في رابعةِ النهارِ ، وهذا السديمُ القاتمُ قَدْ نشرَ أجنحتَهُ الفارهةَ على كُلِّ الربوع ورتّقَ ثقوبَ الليل فلا بصيص نورٍ يَتراءَى من بين مسامات الفجرِ الكاذبِ ولا أقمار تبزغُ فتدعُ الظِلالَ تتراقص على سطح الماءِ فَقَدْ أَحكمَ المحاقُ قبضتهُ على الآفاقِ الباحثةِ عن صليلِ السيفِ البارقِ وهديرِ الكلامِ البارع الجزلِ وينابيعِ الحكمةِ المصفّاة ، إنهُ القصاصُ العادلُ لعدلٍ مُضَيّعٍ ووجودٍ مغيّبٍ وشعاعِ نورٍ منكسرٍ وكرامةٍ مَزهود بها فلا تُعرفُ قِيَمُ الأشياءِ إلاَّ عندَ فقدها ولا يُستدّلُ على الجواهرِ الثمينةِ إلاَّ عندَ اشتداد الحاجةِ لها ولكنْ هيهاتَ هيهاتَ فالمثالُ لا يتكررُ والرمزُ لا يُستنسخ .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
مَآلاتُ الفَجيعة ...كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي / العِراقُ
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: