نصوص ترابية بقلم بسام المسعودي اليمن



١ -
قبل الموعـــــد ،
كانت أمي طفلة
لم تبلغ بعـــد ،
تجلب أثقال ترابِ
من أطراف حقول
جــــافـــــــة
يعجنه أباها طيناً
و يبني داراً لخمس
فتيات هن روحــــه ،
سكنت أمي داراً طينياً ،
تزوجت رجلاً من طين ..
في الموعــــد
قالت عرافة لأمي :
" أنت حـــامــل "
يمنعها جدي من
جلب ترابِ مع النسوة ،
في الموعــــد
أنا رائحة الدار و ياجور أبي .
دارُ جـــــدي
مغروسةٌ وسط قرية
علىٰ تخومها تراب ناضج
لجدي غربال شائخ
و النسوة يوردن تراباً
عكراً و يتركن لأمــي
الناضـــــج منــــه
في بطن أمي خصلة
طين تنبض بحياة
يجعلها تشتهي تراباً
جلبته النسوة
كي يبني جدي
غرفة من الطين
لعائد من ويل الغربـة
قالــوا إنــه : " أبـــــي " ..
٢ -
حفنةُ حَـــرف
من أصل تراب
و طين نفخ الله
فيه فكـــــــان
أبانا الأولــ " أدم " ،
أبونا الأول لم يحكِ
عن طعم النفخــة
لم يخبر أحداً
من أي تراب طينه ؟ ،
حتىٰ الإنسان الأولــ
يشبهنا في الطين
لكن حروفه لا تشبه
أحرف ويل الإسفلت
المصبوب علىٰ شوارع
أرواحنا الرثـــة.
لولا المـــاء
لما كان الطين ،
لولا النار لما
بنت الأرواح
ويلها من ياجور ،
لـــــولا
ألواح الطين
ما سقف جدي داره ،
لولاه لصنعنا
خياماً من طرابيل
الريــــح
أوتادٌ من صُلبِ الآهات
و خيامنا من ريح .
٣ -
سقف جــدي
من خشب الكــافور
و قش من أغصان
الســـدر اليابسة ،
و سقف روحه تتساءل :
لماذا هبط
أبونا من الجنة ؟
لماذا عصى أدم ربه؟
الطين يغمر
سقف الدار وتراب ناعم
يخفي الطين .
قبل الموعـــد
كانت الأشجار تمد
جـــذورها في الأرض
يرويها ترابها ماءاً
عذبـــاً
فـــي الموعـــد
كان فأس جـــدي
يقطع الأشجــار
يصنع منها خشباً
كي يسقف داره
و يخفيه بطينٍ
من ويل التراب و الماء ،
طينٌ يخفي الأخشاب
المقطوعة في السقف
كي لا تهزأ منها الشمس .
نصوص ترابية بقلم بسام المسعودي اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.